الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله... أما بعد:فيسرني أن أقدم للقارئ الكريم هذه الصفحات المحدودة حول تطبيق الشريعة الإسلامية. وإذا كان قد كثر الحديث عن هذا الموضوع، أعني (تطبيق الشريعة الإسلامية) فإنه - في تقديري- يستحق ذلك وزيادة، حيث ما زال حديث الساعة، ومشكلة الإنسان المسلم في ديار الإسلام. وهل يمكن أن يُنسى أو يُتناسى م...
قراءة الكل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله... أما بعد:فيسرني أن أقدم للقارئ الكريم هذه الصفحات المحدودة حول تطبيق الشريعة الإسلامية. وإذا كان قد كثر الحديث عن هذا الموضوع، أعني (تطبيق الشريعة الإسلامية) فإنه - في تقديري- يستحق ذلك وزيادة، حيث ما زال حديث الساعة، ومشكلة الإنسان المسلم في ديار الإسلام. وهل يمكن أن يُنسى أو يُتناسى مثل هذا الموضوع؟!بل كيف يُنسى أو يُتناسى والمسلم في معظم بلاد المسلمين يعاني آثار تطبيق القوانين الأجنبية في شتى ضروب الحياة وميادينها (سياسيًا وإداريًا، وفكريًا واقتصاديًا). فالقضية إذن أكبر من أن تكون مجرد حدث طارئ، تسلط عليه الأنظار والألسن فترة وجيزة ثم ينتهي ويُنسى. كلا.. إنها أمر جلل، حتى تعود المياه إلى مجاريها. وهنا لن يكون الحديث عن الموضوع في محيطه الكبير الواسع، بل سأقصر حديثي على معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية، بل وسأقصره على معوق واحد فقط - إذ المعوقات كثيرة جدًّا - وهو: (ضعف القيادة الإدارية في العالم الإسلامي المعاصر)، وقد رأيت أن أسلك المنهج الوصفي التحليلي في جملة البحث، معتمدًا على ما تيسر لي الوقوف عليه من حقائق وأرقام، كما أنني آثرت تأصيل السائل والقضايا الأساسية في هذا البحث. وجاءت الخطة في فصل تمهيدي حول بعض المداخل المهمة للموضوع، ثم ثلاثة فصول أخرى أولها في بيان الخلل الواقع في عالم الإدارة اليوم، وثانيها في بيان وجه التعويق من هذا الخلل. وثالثها في طرح بعض الحلول والمقترحات. ثم خاتمة. والله أسأل أن يجعل من هذا البحث التواضع انطلاقة قوية لدراسة هذا المعوق المهم دراسة شاملة، يعقبها التنفيذ العملي.. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.