يهدف البحث بصفة عامة إلى إبراز جهود علماء المسلمين العلمية في مجال السياسة الشرعية وبصفة خاصة يهدف إلى إبراز جهد أحد أولئك الأعلام، وأحد أشهر علماء أهل السنة في المغرب الإسلامي، وهو الإمام أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي، الذي بلغ شأواً بعيداً في العلم، حتى وصل إلى درجة الاجتهاد، فأصبح محل الثقة والتقدير لدى علماء الإسلا...
قراءة الكل
يهدف البحث بصفة عامة إلى إبراز جهود علماء المسلمين العلمية في مجال السياسة الشرعية وبصفة خاصة يهدف إلى إبراز جهد أحد أولئك الأعلام، وأحد أشهر علماء أهل السنة في المغرب الإسلامي، وهو الإمام أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي، الذي بلغ شأواً بعيداً في العلم، حتى وصل إلى درجة الاجتهاد، فأصبح محل الثقة والتقدير لدى علماء الإسلام قاطبة في شتى المذاهب الفقهية، نظراً لتبحره واعتدال فكره وآرائه. وقد ألف مؤلفات كثيرة وجليلة، من أبرزها: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، والاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار. وكل منهما موسوعة علمية ضخمة، تحتوي علوماً كثيرة وفنوناً شتى. ومن هذه العلوم: السياسة الشرعية، فيوجد في الكتابين آراء سياسية لها وزن كبير في ميزان البحث العلمي، سواء مما يتعلق بطبيعة الولاية والإمامة، أو الإمام، أو الرعية، أو العلاقات الدولية، أو نحو ذلك من موضوعات السياسة الشرعية والأحكام السلطانية. ولذا حصرت بحثي في ضوء الكتابين المشار إليهما (التمهيد والاستذكار) ولعل مما يميز آراء ابن عبد البر:1- استيعابها لكثير من قضايا الإمامة ومسائلها.2- الاعتدال والاتزان في الرأي.3- اعتماد منهج السلف.4- النظرة الواقعية غير المتساهلة أو المفرطة. لذلك جاء هذا البحث في ستة مباحث:• مقاصد الإمامة.• الأسس التي تقوم عليها الإمامة.• الإمام.• الرعية.• الولاية.• العلاقات الدولية. بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة، وقائمة لأهم المراجع العلمية.