يتناول هذا الكتاب "النقد الذاتي" للحركة الإسلامية، باعتباره من الشروط الموضوعية الأساسية لإمكانية تجددها الفكري، والنظامي، وفعاليتها في الممارسة، وكجزء من "المشروع الفكري التجديدي" الهادف لوضع أسس وقواعد لهذه العملية التجديدية النقدية، ومن ثم يطمح الكتاب- الذي هو مقدمة لمشروع متكامل- إلى المساهمة في بناء تيار تجديدي واع ومفكر. و...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب "النقد الذاتي" للحركة الإسلامية، باعتباره من الشروط الموضوعية الأساسية لإمكانية تجددها الفكري، والنظامي، وفعاليتها في الممارسة، وكجزء من "المشروع الفكري التجديدي" الهادف لوضع أسس وقواعد لهذه العملية التجديدية النقدية، ومن ثم يطمح الكتاب- الذي هو مقدمة لمشروع متكامل- إلى المساهمة في بناء تيار تجديدي واع ومفكر. ويركز الكتاب على أن "عملية النقد الذاتي" تحتاج أولاً: نوعية من "الرؤى السياسية الإستراتيجية" تفهم جيداً طبيعة المراحل، وتعتبر توازناتها وموازينها الدقيقة، ولكنها لا تخضع لها أو تعيد إنتاجها، وثانيا: تأسيس "العقل الإستراتيجي" المفكر للحركة، والذي لا ينغمس في إدارياتها وإجراءاتها ومشاكلها الوقتية والروتينية، بل ينظر إلى نقلاتها النوعية الكبرى، ويستشرف سيناريوهاتها المستقبلية، ويشير إلى كيفية التخطيط لإدارة صراعاتها وتدافعاتها الوجودية والمصيرية، وثالثا: "الضمير اليقظ" الذي يقيم الأفعال والممارسات باستقامة وأمانة دون أن يغمط أحداُ حقه، ودون أن يجامل أو يداهن في الوقت ذاته، واضعاً إرضاء الله تعالى وحده، ثم مصلحة الأمة كلها غايته نصب عينيه. يحاول الكتاب- كمقدمة للمشروع ككل- تأسيس "الحالة" النقدية الذاتية داخل الحركة الإسلامية. ويدرك مشرفا المشروع أن عملية النقد للحركة الإسلامية "حق مشروع" وواجب "وطني" و "قومي" للجميع بحكم كون الحركة أحد مكونات الجماعة الوطنية في بلدانها تحمل مشروعاً "ملك الجميع" وإن رفعت شعاراته فهي لا "تحتكر" الحديث باسمه لأن طبيعته "الإسلام" وأدبياتها "الحركة" تؤكد عكس ذلك.