لقد كُتب في مناقب المسجد الأقصى المُبارك عشرات الكتب والمجلدات، وما زالت واحته رحبة مُتسعة لتلقي المزيد، لما له من مكانة وخصوصية في العقيدة الإسلامية، ونحن بدورنا نسلك دروب المحاولة في تقديم إضاءة معرفية حول جمالياته الموصوفة، كذاكرة مكان بصري حافلة بالمعالم الدينية والتاريخية، وما يحمل في ضلوعه من قيم روحانية إيمانية، موصولة با...
قراءة الكل
لقد كُتب في مناقب المسجد الأقصى المُبارك عشرات الكتب والمجلدات، وما زالت واحته رحبة مُتسعة لتلقي المزيد، لما له من مكانة وخصوصية في العقيدة الإسلامية، ونحن بدورنا نسلك دروب المحاولة في تقديم إضاءة معرفية حول جمالياته الموصوفة، كذاكرة مكان بصري حافلة بالمعالم الدينية والتاريخية، وما يحمل في ضلوعه من قيم روحانية إيمانية، موصولة بالجمال الإلهي، وبالعبودية المطلقة لله وحده، ومُلامسة لخصائصه المادية وهندسة بنائه، وكسوته المرصوفة بمحاسن الابتكار التي وصلتها يد الإنسان العربي المُسلم، وإبرازه بحلة شكلية تليق بعمارته وبمقامه وعظمته لدى العرب والمسلمين، لاسيما مسجد قبة الصخرة.والجماليات التي نقصدها هي شاملة لمعالمه ومُقتصرة عليه ومحصورة بالحقبة الأموية، جماليات المبنى "الشكل" المرتبطة بالعين المُبصرة في سياقات الرؤية الاعتيادية، وجماليات المعنى "القيم" المرتبطة بالعين البصيرة والعقل المُدرك لما وراء دلالات المبنى الشكلي، وهي في نهاية المطاف جماليات مُعبرة عن قدسية مكانه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفي سيرة الخلفاء الراشدين والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عموماً، وبالحقبة الأموية ومرحلة عبد الملك بن مروان وابنه الوليد، كإطار زمني حاضن خصوصاً.ومطالعتنا الوجيزة هذه حول جماليات المسجد الأقصى المُبارك، منطلقها الأساس أنه نصٌّ بصريٌّ مشغول بوسائط فنون العمارة وهندستها وزخرفتها وتقنياتها المؤتلفة، يُمكن قراءة معالمه وفق قراءتين: الأولى من داخل البنية الشكلية والتصاميم الهندسية المعمارية للمسجد، والثانية من خارج البنية الأولى الشكلية، لكنها موصولة بميادين الاجتهاد والتأويل والإحالات الرمزية والروحانية لقدسية المكان وجمالياته.قراءتان تجتمعان على محددات الرقعة الجغرافية التي يشغلها المسجد الأقصى المُبارك، بمعالمه المنتشرة في رحابه وداخل أسواره الحجرية، وبمساحة وقدرها نحو (144) كيلومتر مربع، ومحمولة بمداد الرؤية القرآنية، ومقولات الجمال والكمال والجلال في أسماء الله وصفاته، وفي المخلوقات الدالة على قدراته في مكوناته وصنائعه.نقسم صفحات الكتيب إلى أربعة مسارب بحث وعناوين رئيسة:الأول: رؤية تجريبية لفهم جماليات عمارة المسجد الأقصى المُبارك.الثاني: عمارة المسجد الأقصى في الحقبة الأموية.الثالث: المسجد القبليّ ذو القبة الرصاصية.الرابع: مسجد قبة الصخرة ذو القبة الذهبية.