كانت النواة الصغيرة لهذا الكتاب قد بذرت في الرسالة التي أعددتها لنيل دبلوم الدراسات العليا ونوقشت في الشهر الأول من سنة 1976 بعنوان : (أبو علي القالي وأثره في الدراسات اللغوية والأدبية بالأندلس). ففي هذه الرسالة خصصت فصلا لدراسة (البارع في اللغة) وتطرقت خلال صفحات منه، إلى أثر الكتاب في الحركة المعجمية الأندلسية. ثم حدث بعدها أن...
قراءة الكل
كانت النواة الصغيرة لهذا الكتاب قد بذرت في الرسالة التي أعددتها لنيل دبلوم الدراسات العليا ونوقشت في الشهر الأول من سنة 1976 بعنوان : (أبو علي القالي وأثره في الدراسات اللغوية والأدبية بالأندلس). ففي هذه الرسالة خصصت فصلا لدراسة (البارع في اللغة) وتطرقت خلال صفحات منه، إلى أثر الكتاب في الحركة المعجمية الأندلسية. ثم حدث بعدها أن تلقيت من مجلة (عالم الفكر) الكويتية دعوة للإسهام في عدد خاص منها بحضارة الأندلس ظهر في ربيع 1981. فكانت مناسبة للعودة إلى تلك النواة الأولى وتطويرها إلى بحث مستقل، شاء الله له أن يكون وأن ينشر بعنوان ك (المعجم العربي بالأندلس).ولكني بعدئذ لم أنفض من الموضوع كل يدي، فما فتئت بعض قضاياه تلاحقني باستمرار، فأعود إليها بالتمحيص والتصحيح والإكمال، وأراجعها في ضوء ما جد من معلومات، وما طبع من كتب التراث، وأضيف إليها ما كان ناقصا، وُأثقّف مت رأيته معوجا، حتى آل ذلك البحث إلى ما تراه، ولا سيما بعد أن ألحقت به دراسة عن كتاب (استدراك الغلط الواقع في كتاب العين) للزبيدي، سبق لي أن نشرتها بمجلة (المناهل) المغربية ضمن سلسلة (دراسات معجمية)، وهي سلسلة لم أتابع حلقاتها ولكني نشرت بها أيضا دراسة ثانية عن (كتاب السماء والعالم) لمحمد بن أبان وجدت الآن من المفيد أن أعود إليها وأستغل ثمراتها وأدمج أكثر مادتها في فصل من هذا الكتاب، الذي أقدمه إليك أيها القارئ الكريم، وأنا لا أعلم أحدا قد سبق إلى الإلمام بموضوعه، وإن كنت مسبوقا إلى البحث في جزيئاته.ذلك ما أحببت التنبيه عليه، والله ولي الإحسان والتوفيق.