كان نضال الشعوب العربية الخاضعة للحكم العثمانى خلال القرن الماضى البوتقة التى تشكلت منها المعالم الأساسية لحركة القومية العربية. ولا شك أن القطر السورى يعد ركنا هاما فى تاريخ النضال العربى الحديث والمعاصر. وكتاب "الإدارة العثمانية فى ولاية سورية" (1864-1914) دراسة لفترة حاسمة من تاريخ القطر السورى, سبقت مباشرة الحرب العالمية الأ...
قراءة الكل
كان نضال الشعوب العربية الخاضعة للحكم العثمانى خلال القرن الماضى البوتقة التى تشكلت منها المعالم الأساسية لحركة القومية العربية. ولا شك أن القطر السورى يعد ركنا هاما فى تاريخ النضال العربى الحديث والمعاصر. وكتاب "الإدارة العثمانية فى ولاية سورية" (1864-1914) دراسة لفترة حاسمة من تاريخ القطر السورى, سبقت مباشرة الحرب العالمية الأولى والاحتلال الفرنسى. وقد عكف المؤلف على أحداثها فى دقة وموضوعية مستعينا بالوثائق الرسمية التركية المحفوظة فى أرشيف رئاسة الوزراء فى إستانبول, وفى مديرية الوثائق التاريخية بدمشق, وبما تضمنه كتاب "دستور" من القوانين والتنظيمات الإدارية,وغير ذلك من المراجع القيمة.والكتاب يصور بحرص شديد على الحقيقة, والقصد فى الرأى, الظروف التى أدت إلى تكوين "ولاية سورية", وسعى الدولة العثمانية إلى تقوية قبضتها على الشعوب التابعة لها فى ظل نظام الولايات الجديد, وما ترتب على ذلك من اصطناع أساليب وأجهزة جديدة فى الحكم والإدارة. ويكشف الكتاب اتجاهات الدولة الأوربية إلى التدخل فى شئون البلاد, ومحاولتها إيجاد ركائز لها فى بعض الدوائر. ثم يتحدث عن يقظة الشعب العربى, وسعية لتأكيد مقومات حياته القومية, وما أعقب ذلك من ابتعاد, وجفاء, وقطيعة بين العرب والترك. والكتاب أولا وأخيرا يعد دراسة علمية منهجية لمؤلف "فلسطينى" متخصص, ولا غنى عنه لكل مثقف عربى, وكل مهتم بتاريخ العرب الحديث.