لا يشك مسلم له أدنى بصيرة بالتاريخ الإسلامي في فضل العرب المسلمين وما قاموا به من حمل رسالة الإسلام في القرون المفضلة، وتبليغه لكافة الشعوب، والصدق في الدعوة إليه، والجهاد لنشره والدفاع عنه، وتحمل المشاق العظيمة في ذلك، حتى أظهره الله على أيديهم وخفقت رأيته في غالب المعمورة، وشاهد العالم على أيدي دعاة الإسلام في صدر الإسلام، أكم...
قراءة الكل
لا يشك مسلم له أدنى بصيرة بالتاريخ الإسلامي في فضل العرب المسلمين وما قاموا به من حمل رسالة الإسلام في القرون المفضلة، وتبليغه لكافة الشعوب، والصدق في الدعوة إليه، والجهاد لنشره والدفاع عنه، وتحمل المشاق العظيمة في ذلك، حتى أظهره الله على أيديهم وخفقت رأيته في غالب المعمورة، وشاهد العالم على أيدي دعاة الإسلام في صدر الإسلام، أكمل نظام وأعدل حاكم، ورأوا في الإسلام كل ما يريدون وينشدون من خير الدنيا والآخرة؛ وجدوا في الإسلام تنظيم حياة سعيدة تكفل لهم العزة والكرامة والحرية من عبادة العبيد، وظلم المستبدين، والولاة الغاشمين.والكلام يطول في مزايا الإسلام وما اشتمل عليه من أحكام سامية وأخلاق كريمة؛ ثم بعد هذا الشرف العظيم والنصر المؤزر من المولى سبحانه لعباده المؤمنين من العرب وغيرهم، نرى نفراً من أبنائنا يخدعون بالمبادئ المنحرفة ويدعون إلى غير الإسلام، كأنهم لم يعرفوا فضل الإسلام وما حصل لأسلافهم بالإسلام من العزة والكرامة والمجد الشامخ؛ والمجتمع القوي الذي كتبه الله لأهل الإسلام الصادقين، حتى أن عدوهم ليخافهم وهو عنهم مسيرة شهر، نسي هؤلاء أو تناسوا هذا المجد المؤثل والعز العظيم والملك الكبير الذي ناله المسلمون بالإسلام، فصار هؤلاء الأبناء يدعون إلى التكتل والتجمع حول القومية العربية، ويعرفونها بأنها إجتماع وتكاتف لتطهير البلاد من العدو المستعمر، ولتحصيل المصالح المشتركة، وإستعادة المجد السليب.ولأهمية هذا الموضوع، سلط الكاتب الضوء في كتابه هذا على مفهوم القومية العربية وخاصة من وجهة نظر الإسلام، وقام بنقد موضوعي لمفاهيمها وأسس تطورها.