يتبلور هنا التناقض بين الموقفين العربي الإسلامي والغربي: الموقفان تفصلهما فجوة يصعب تجسيرها لأنهما يمثلان نظرتين مختلفتين وإرادتين متناقضتين تماماً: فحيث إن الفكر الاستشراقي يحيل الماضي العربي الإسلامي إلى كينونة ميتة يمكن للذهن الغربي الارتجاع إليها لاستخلاص الدروس والخبرات لصالح حضارتهم، تعتمد أهم الإيديولوجيات العربية والإسلا...
قراءة الكل
يتبلور هنا التناقض بين الموقفين العربي الإسلامي والغربي: الموقفان تفصلهما فجوة يصعب تجسيرها لأنهما يمثلان نظرتين مختلفتين وإرادتين متناقضتين تماماً: فحيث إن الفكر الاستشراقي يحيل الماضي العربي الإسلامي إلى كينونة ميتة يمكن للذهن الغربي الارتجاع إليها لاستخلاص الدروس والخبرات لصالح حضارتهم، تعتمد أهم الإيديولوجيات العربية والإسلامية الفاعلة على استلهام هذا التاريخ منظوراً لاستشراف المستقبل.. وعليه، فإنه ليس من المبالغة الاعتقاد بأن ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط من مجابهات ساخنة إنما يرد إلى هذا التناقض بين الإرادتين، وإلى هذا التنافر بين المنظورين اللذين يمكن تتبعهما إلى أفكار المستشرقين المبكرين..