مدينة فاس أقدم عواصم المغرب التاريخية، وقاعدة بلاد المغرب، وهي بلد المدارك والمدارس، وهي أم الأمصار وعاصمة الأقطار، وقد ساهم رجالاتها وفقهاؤها وعلماؤها فـي بناء صرح الحضارة العربيّة الإسلامية فـي المشرق والمغرب، وقال فيها المؤرخ الوزير لسان الدين ابن الخطيب :مدينة بـلـد أعارتـه الحمامـة طوقـهــا وكساه ريش جناحه الطاووس فـكـأنـمـ...
قراءة الكل
مدينة فاس أقدم عواصم المغرب التاريخية، وقاعدة بلاد المغرب، وهي بلد المدارك والمدارس، وهي أم الأمصار وعاصمة الأقطار، وقد ساهم رجالاتها وفقهاؤها وعلماؤها فـي بناء صرح الحضارة العربيّة الإسلامية فـي المشرق والمغرب، وقال فيها المؤرخ الوزير لسان الدين ابن الخطيب :مدينة بـلـد أعارتـه الحمامـة طوقـهــا وكساه ريش جناحه الطاووس فـكـأنـمـا الأنـهـار فـيـه مداومـة وكـــأن سـاحــــات الـديــــار كــــؤوستمتلك مدينة فاس العديد من المواقع الأثرية، والمعالم الحضارية، والمباني التاريخية، التي تشكل إرثاً حضارياً وثقافياً عريقاً يجعل من معالمها ومبانيها التراثية متحفاً مفتوحاً، يضم بين جوانبه ألواناً عديدة من الآثار وفنون العمارة الإسلامية، سواء كانت عمائر دينية أو مدنية واجتماعية، بالإضافة إلى عمائر الاستحكامات الحربية الأثرية، من القلاع والحصون والأبراج والأسوار، وهذا الميراث الحضاري والثقافـي فـي المغرب الأقصى قد سهل تصنيف هذه المدينة العريقة على قائمة التراث الحضاري العالمي سنة 1981 م.ولكل هذه الأسباب وهذه المزايا ينبغي علينا العمل على نشر الوعي الأثري لدى الأطفال والشباب فـي ربوع المملكة المغربية، بأهمية الكنوز الأثرية الثمينة بمدينة فاس المحروسة، وتعريف الناشئة والأجيال القادمة بقيمها الحضارية والجمالية. وسوف أصطحبكم على متن هذا العدد من سلسلتكم «روائع الآثار المغربية للأطفال والناشئين»، إلى زيارة مدينة فاس، لكي نتعرف سوياً على أهم آثارها الإسلامية الفريدة، ومؤسساتها الحضارية والثقافية التي غدت تؤم أروقتها وبلاطاتها الطلابُ من كل صوب، وأخذ العلماء يشدّون إليها الرحال من كل حدب. وقد حاولنا جاهدين تقديم مادتها العلمية والوثائقية بشكل مبسط، داعين الله عز وجل أن تستفيدوا من هذه المعلومات، وأن تقضوا وقتاً ممتعاً بين روائع الآثار فـي مدينتنا العريقة فاس المحروسة.