الأدب الفكاهي أكثر ألوان الأدب استهواء للناس، ومع ذلك لم يحظ بما حظيت به الألوان الأخرى من الدراسة "الجادة" و"الحضور" النقدي، حتى ليثور السؤال اليوم: هل يحتاج الناس إلى أدب فكاهي في هذه الحياة المرهقة بالحروب والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؟ وإذا كان الناس يحتاجون إلى هذا الأدب الفكاهي فلماذا ينشغل المبدعون بالجد من ا...
قراءة الكل
الأدب الفكاهي أكثر ألوان الأدب استهواء للناس، ومع ذلك لم يحظ بما حظيت به الألوان الأخرى من الدراسة "الجادة" و"الحضور" النقدي، حتى ليثور السؤال اليوم: هل يحتاج الناس إلى أدب فكاهي في هذه الحياة المرهقة بالحروب والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؟ وإذا كان الناس يحتاجون إلى هذا الأدب الفكاهي فلماذا ينشغل المبدعون بالجد من الأمور، ويحلقون في سماوات تذهب بهم بعيداً عن جوهر الفن نفسه في تحقيق التواصل بين الناس؟ومؤلف هذا الكتاب واحد من هؤلاء يعيش عالمهم، ويكابد مكابدتهم، متوجهاً شطر المثل العليا، متسائلاً معهم عن "الشيخوخة" التي تفقد المجتمعات قدرتها على التقدم، وتقضي على طاقاتها المبدعة، إلا أن كانت هذه المرحلة التي أتيح له أن يعيشها في هذا الكتاب دراساً للأدب الفكاهي ونظرة متوجه نحو تجديد المجتمع المعاصر، ومنطلقة ما يذهب إليه أهل الفكر من أن تجديد المجتمع يتوقف في نهاية الأمر على تجديد الذات... على الفرد نفسه الذي يواجه مشكلات الحياة، ويهدده التقدم المادي بالقضاء على معنوياته.حتى إن واحداً من العملاء في إحدى التمثليات التليفزيونية الأمريكية يعلن-وهو يداعب بأصابعه أزرار جهازه الإلكترونى: "إ، الفرد قد انتهى زمانه ولن يتسنى له البقاء إلا إذا دارت أمور المجتمع كما تدور آلة دقيقة محكمة وهذا يقتضي القضاء على الفردية".