هذاالكتاب يشتمل على بعض المقالات التي نشرت في صحيفة "خزامى الصحارى" بجريدة "الرياض" تحت عنوان أحاديث في الأدب الشعبي، أنشرها هنا استجابة لرغبة عدد كبير من القراء، واعتقاداً بأن فيها فوائد أدبية واجتماعية وتأريحية، وأنها تقدم بعض ما أبدع من النصوص الشعرية الشعبية تقديماً يقربها من ذائقة القارئ الذي يصعب عليه فهم هذا اللون من الأد...
قراءة الكل
هذاالكتاب يشتمل على بعض المقالات التي نشرت في صحيفة "خزامى الصحارى" بجريدة "الرياض" تحت عنوان أحاديث في الأدب الشعبي، أنشرها هنا استجابة لرغبة عدد كبير من القراء، واعتقاداً بأن فيها فوائد أدبية واجتماعية وتأريحية، وأنها تقدم بعض ما أبدع من النصوص الشعرية الشعبية تقديماً يقربها من ذائقة القارئ الذي يصعب عليه فهم هذا اللون من الأدب، لاسيما وأنها تكتسب أهمية ثقافية باعتبارها شكلاً من أشكال التعبير النوعي في مجتمعنا الذي يفتقد إلى أدب الفصحى لظروف أحاطت به وحالت بينه وبين التعبير بالفصحى، وأن هذا الأدب تعبير إنسانس عن معاناة أو فكر لفئة مؤثرة في مجتمعها ومختلفة عن عامة أفراده.ولقد وجدت في هذا الأدب معان كثيرة شدتني إليه منذ صباي حينما لم يكن في مجتمعي سواه من الآداب، ثم أدركت فيما بعد القيم الأدبية التي فيه، وأنه محاكاة لأدب الفصحى في كل فنونه وأغراضه لا يعيبه سوى عدم التزامه بقواعد اللغة العربية "النحو" أما الفصاحة فهو فصيح بيانا ولسان.وقد لامني كثير واتهمني بتكريس العامية، ومنهم من أجده لا يتمثل إلا بشعرها وأمثالها، مع أن هناك فارقا بين العامية وهي اللغة الدارجة ولغة الشعر الشعبي التي لا تستخدم اللغة الدارجة وإنما تنسج من مفرداتها ما يليق بالشعر، وتلونه بمحسناته وتقومه بمعاييره، ومن يدرس هذا الشعر وبخاصة جيده يجد فيه من الابداع ما قد لا يجد في كثير من شعر الفصحى الذي لا يسلم – أيضاً – بعضه من الرداءة ومجانبة الشعرية.والذي أرى وجوبه ألا يشجع اليوم التعبير بالشعبي طالما أصبح التعبير بالفصحى ممكناً، فما كان شعراء الشعبي يفضلون أجوده على الردئ من شعر الفصحى. وهذا لا يعني نفي جماليات التعبير بالشعب إذا ما توفرت له دهشة التعبير حذقه، وتجسيد الحس الشعبي لغة ونسيجاً.المؤلف