إن إعداد المتعلم للعيش في مجتمع سريع التغير، يتطلب من المهتمين بالتربية أن يساعدوه على التكيف مع هذا المجتمع السريع التغير من خلال إتاحة الفرصة أمامه وتدريبه على حل المشاكل التي تواجهه بنفسه، ويمكن تحقيق ذلك إذا احترمنا طرق تفكيره وكشفنا عن طاقاته الكامنة؛ من خلال توجيهها إلى الطريق التي تجعل هذا الطالب يصبح حلالاً للمشاكل، ومتك...
قراءة الكل
إن إعداد المتعلم للعيش في مجتمع سريع التغير، يتطلب من المهتمين بالتربية أن يساعدوه على التكيف مع هذا المجتمع السريع التغير من خلال إتاحة الفرصة أمامه وتدريبه على حل المشاكل التي تواجهه بنفسه، ويمكن تحقيق ذلك إذا احترمنا طرق تفكيره وكشفنا عن طاقاته الكامنة؛ من خلال توجيهها إلى الطريق التي تجعل هذا الطالب يصبح حلالاً للمشاكل، ومتكيفاً مع بيئته التي يعيش فيها. إن طبيعة هذا العصر تحتاج بشدة إلى مفكرين غير تقليديين، بل مفكرين يتميزون بمهارات عليا تتلاءم مع هذا العصر؛ لأن هذا العصر يعتبر عصر الإبداع ، لذلك ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة بموضوع تحسين وتطوير مهارات التفكير العليا لدى طلبة المدارس في جميع المراحل، الأمر الذي حثت عليه الأبحاث والدراسات الحديثة. وللأسف إن الكثير من مدارسنا نادراً ما تهيؤ للطلبة فرصاً كي يقوموا بمهمات تعليمية نابعة من فضولهم أو مبنية على تساؤلات يثيرونها بأنفسهم ، ومع أن غالبية العاملين بالحقل التعليمي والتربوي على قناعة كافية بأهمية تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب، ويؤكدون على أن مهمة المدرسة ليست عملية حشو عقول الطلبة بالمعلومات، بقدر ما يتطلب الأمر الحث على التفكير، والإبداع، إلا أنهم يتعايشون مع الممارسات السائدة في مدارسنا، ولم يحاول واحد منهم كسر جدار المألوف أو الخروج عنه، ولذلك جاء هذا الكتاب ليقدم بعض المعلومات التي تفيد في تنمية التفكير بشكل عام والتفكير الإبداعي بشكل خاص لدى الطلبة العاديين والطلبة المبدعين من خلال التعرف على سماتهم وأهم خصائصهم. ومن هذا المنطلق يبرز دور المعلم والمدرسة والمؤسسة التربوية في بناء الفرد القادر على مواجهة هذه التحديات، حيث يحتاج الطلبة إلى المساعدة للكشف عن الإمكانات المتوفرة لديهم من الأصالة وإبرازها إلى حيز الوجود. ومن شأن بعض الأساليب الحديثة، أن تساعد في ذلك. وهذا يتماشى مع الاتجاه التربوي المعاصر الذي يركز على تنمية قدرات الطالب، ومهاراته، واتجاهاته، وذلك من خلال تعليم الطلاب كيف ينجزون المهمات. وقد توسعت قائمة الأهداف التربوية لتضم المهارات الأدائية، ومهارات التفكير الناقد، ومهارات التفكير الإبداعي، وحلّ المشكلات، واتخاذ القرارات. وأصبح التربويون في العالم يركزون على تعليم الطلاب مهارات التفكير العليا، والمهارات فوق المعرفية، وعادات العقل، وأصبح النظام التربوي الحديث نظاماً متمركزاً حول المهارات.