خالتي هنية تدرس في الجامعة في الدار البيضاء. حين تنتهي من الدراسة ستصبح محامية أو قاضية، هكذا تقول أمي. تأتي من حين لآخر لزيارتنا. جميلة. شعرها الأسود الفاحم ينسدل فوق كتفيها. عيناها واسعتان وشديدتا السواد. في كل مرة تأتي لزيارتنا يسألني عنها أولاد الحي الكبار. يريدون أن يعرفوا عنها كل شيء. في بعض الأحيان حين أخرج صحبتها يلاحقون...
قراءة الكل
خالتي هنية تدرس في الجامعة في الدار البيضاء. حين تنتهي من الدراسة ستصبح محامية أو قاضية، هكذا تقول أمي. تأتي من حين لآخر لزيارتنا. جميلة. شعرها الأسود الفاحم ينسدل فوق كتفيها. عيناها واسعتان وشديدتا السواد. في كل مرة تأتي لزيارتنا يسألني عنها أولاد الحي الكبار. يريدون أن يعرفوا عنها كل شيء. في بعض الأحيان حين أخرج صحبتها يلاحقونها بنظرات ذات مغزى. بعضهم يلقي بكلمات الغزل. أحدجهم بنظرات رادعة. وفي بعض الأحيان أشتمهم. هي تكتفي بالضحك وتقول لي أنت رجل العائلة أليس كذلك؟ وتواصل طريقها، وهي تسحبني من يدي، دون أن تهتم بنظراتهم الجائعة.ـ هل حقا يطير مثل عصفور في الجنة؟ـ من؟ـ عادل. هكذا يقول عبد الصمد. السيمو يقول أنه ملاك صغير يستغفر لوالديه. ـ وانت ماذا تقول؟ـ أنا؟ لا أدري.بقيت صامتة تدخن بهدوء. ثم بدأت تضحك فجأة..ـ لاتحزن أكيد أنه سعيد الآن في الجنة، وسيطير في سمائها مثل العصفور أو مثل الملاك لايهم..ثم حين رأت أني غارق في صمتي و أفكاري، أخذت تهرني تحت إبطي وهي تضحك. و تحول ضحكي إلى قهقهقة رغم ألم الضرب. ثم أحسست أنفاسها الممتزجة بدخان السجائر فوق وجهي.ـ (………………………………)ـ (………………………………)وأخذ لهاثها يرتفع وأحسست شفتيها فوق شفتي ثم أصبحت رائحة التبغ في فمي.ـ (……………………………..)