يحاول هذا الكتاب تبصر علاقة المجتمع المدني من زاوية علاقته بالدولة في محاولة لقراءة واقع المجتمع المدني الفلسطيني وعلاقته بالسلطة الوطنية. والكتاب ينطلق نظرياً من فهم سياق العمل المجتمعي ضمن إطار العلاقة بين المجتمع والدولة. وفضيلة هذه الزاوية فلسطينياً أنها تفيد في البحث والتأصيل حول مشروع الدولة الوطنية في فلسطين فيما هي ما تز...
قراءة الكل
يحاول هذا الكتاب تبصر علاقة المجتمع المدني من زاوية علاقته بالدولة في محاولة لقراءة واقع المجتمع المدني الفلسطيني وعلاقته بالسلطة الوطنية. والكتاب ينطلق نظرياً من فهم سياق العمل المجتمعي ضمن إطار العلاقة بين المجتمع والدولة. وفضيلة هذه الزاوية فلسطينياً أنها تفيد في البحث والتأصيل حول مشروع الدولة الوطنية في فلسطين فيما هي ما تزال في طور التكوين. وفي هذا ما يغري بالبحث حول دور المجتمع المدني، فهو مثله مثل الدولة غير ناجز وغير متحقق. من هنا فإن دراسة العلاقة بين المجتمعين السياسي (الدولة) والمدني مهمة في فهم عمليات التحول المدني والاجتماعي التي تحدث في فلسطين ومفيدة في فهم مستقبل وشكل الدولة الناشئة. والكاتب يحاول أن ينظر لعلاقة المجتمع المدني بالدولة عبر استقراء تاريخ المجتمع المدني في الممارسة الفكرية والعملية الغربية قبل أن ينتقل إلى النظر إلى هذا المجتمع خارج سياقه الغربي خصوصاً في سياقه العربي بوصف فلسطين في الكثير من النواحي تشكل امتداداً لبعدها العربي بمتعلقاته التاريخية الإسلامية.والكتاب موزع على سبعة فصول. الفصل الأول "تطور المفهوم" ينظر إلى تطور المفهوم في الكتابات الفكرية الغربية خصوصاً تنظيرات فلاسفة العقد الاجتماعي مثل هوبس ولوك وروسو، ومن ثم هيغل وماركس وتوكفيل وغرامتشي. بعد ذلك يتناول الفصل بالتحليل تطور المجتمعات الغربية من فترة الإقطاع إلى فترة الدولة الوطنية وما رافق ذلك من تراجع لدور الكنيسة وإعلاء لدور الفرد وحرياته في الممارسة السياسية. ويختتم الفصل بنظرة سريعة على ما أسميته بمرحلة "ما بعد المجتمع المدني" حيث ظهور الحركات الاجتماعية والمنظمات القاعدية ودورها في تراجع المجتمع المدني.الفصل الثاني "المجتمع المدني من الخارج" يناقش فكرة تصدير المجتمع المدني من الغرب إلى الخارج؟ الفصل الثالث "المجتمع المدني العربي" ينظر إلى المجتمع المدني العربي عبر مناقشة مجموعة من السياقات التي من شأن فهمها أن يضيء رؤيتنا لطبيعة المجتمع المدني العربي وأزماته، منها البعد التاريخي للمجتمع المدني العربي (الحيز العام في التجربة الإسلامية)، السياق القطري للدولة الوطنية العربية، والسياق العربي القومي. بعد ذلك يناقش الفصل أزمات المجتمع المدني العربي ويجملها في غياب الحاضنة الديمقراطية، استبعاد المنظمات الإسلامية من تعاريف المجتمع المدني، ضعف أو غياب الدولة، وفي مرات عديدة تدخلها في شؤون المجتمع المدني.ويستكمل الفصل الرابع "المجتمع المدني والديمقراطية في الوطن العربي الحصاد المر" البحث بإيجاز في مسيرة المجتمع المدني العربي. واحدة من أطروحات هذا الفصل تركز على ضرورة التأكيد على الضرورة الديمقراطية للمجتمع المدني دون المغالات في الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في ذلك، إذ أن الكثير يقع على كاهل الدولة والمجتمع لتحقيقه. فالمجتمع المدني ليس الحل السحري للعملية الديمقراطية لكنه واحد من مفاتيحها.الفصل الخامس "العمل المجتمعي الفلسطيني من المبادرات الفردية إلى الافتتان" يقرأ واقع العمل الأهلي الفلسطيني منذ نهايات القرن التاسع عشر إلى الافتتان بالعمل غير الحكومي الذي شهدته الضفة الغربية وقطاع غزة بعد قدوم السلطة. ويقوم الفصل بتقسيم هذه الفترة إلى مراحل: فترة ما قبل النكبة، وفترة العمل الأهلي تحت راية منظمة التحرير.الفصل السادس يضع "المجتمع المدني الفلسطيني تحت المجهر" من خلال النظر إلى طبيعة علاقته بالسلطة الوطنية وعلاقته ببعضه البعض من علاقات تشبيك والتعاون، وعلاقته بالمانحين وبالعملية الديمقراطية في فلسطين. بعد ذلك يرصد الفصل الأزمات المترتبة على هذا التشخيص.الفصل السابع والأخير "المجتمع المدني وجه آخر لنفس العملة أم معول لهدم المعبد" يحاول أن يؤصل لعلاقة سوية وصحية بين المجتمع المدني والدولة في سياقها الفلسطيني (السلطة الوطنية) من خلال التركيز على مهام المجتمع المدني وعلى ضرورة تكامله مع الدولة وتجنب التصادم السلبي معها. وينظر الفصل إلى المنظمات غير الحكومية، ثم إلى المنظمات النسوية والنقابات والاتحادات المهنية، ويسجل مجموعة من الملاحظات الهامة لتصويب مسار عملها. ثم يختتم الفصل بالنظر إلى تمويل الديمقراطية في فلسطين.