تعتبر قضية اللفظ والمعنى من أهم القضايا التي شغلت بال الكثيرين من النقاد العرب ومنهم الآمدي، وبدأت العناية بهذه القضية تشتد في القرنين الثالث والرابع الهجري، متأثرة بعاملين مهمين، جعلا مذهبي الألفاظ والمعاني جميعا في الصياغة وهذان العاملان هما: سلطان الشعر القديم الذي فرضه النقاد أنفسهم شيئا فشيئا: فمن منهج القصيدة إلى المعاني إ...
قراءة الكل
تعتبر قضية اللفظ والمعنى من أهم القضايا التي شغلت بال الكثيرين من النقاد العرب ومنهم الآمدي، وبدأت العناية بهذه القضية تشتد في القرنين الثالث والرابع الهجري، متأثرة بعاملين مهمين، جعلا مذهبي الألفاظ والمعاني جميعا في الصياغة وهذان العاملان هما: سلطان الشعر القديم الذي فرضه النقاد أنفسهم شيئا فشيئا: فمن منهج القصيدة إلى المعاني إلى التشبيهات، وبذلك لم يبق أمام الشاعر المحدَث إلا حسن الصياغة بأدق معاني الصياغة وأشدها تحديدا، والعامل الثاني يتمثل في ظهور أبي تمام بمذهب جديد في الشعر يقوم على الصنعة والتدقيق في الشعر مما أدى به في ذلك إلى الخروج عن مألوف الشعر في تشبيهاته واستعاراته، كما أدى به أحيانا أخرى إلى التعقيد في الأسلوب، وقد اتخذ أنصار القديم من سقطاته ذريعة إلى الطعن في مذهبه، وتأكيدهم على قيمة الألفاظ والسبك، وفي المقابل كانوا متأثرين بشاعر آخر جعلوه قدوة وأنموذجا لأنه صار على نهج القديم وذلك هو البحتري