يمثل هذا الكتاب خلاصة الجهود البحثية والتدريسية التي بذلها مؤلفوه في حقل الإشراف التربوي على مدى سنوات. وقد تبين لهم خلالها أن الحاجة ماسة لكتاب جديد في الإشراف التربوي لا يتميز بمواكبة المستجدات في هذا الحقل وحسب بل ويسهم في المعرفة الإشرافية ويحرض على الإسهام فيها.لم يهدف المؤلفون إطلاقاً إلى إصدار كتاب يكرر ما هو موجود بل إلى...
قراءة الكل
يمثل هذا الكتاب خلاصة الجهود البحثية والتدريسية التي بذلها مؤلفوه في حقل الإشراف التربوي على مدى سنوات. وقد تبين لهم خلالها أن الحاجة ماسة لكتاب جديد في الإشراف التربوي لا يتميز بمواكبة المستجدات في هذا الحقل وحسب بل ويسهم في المعرفة الإشرافية ويحرض على الإسهام فيها.لم يهدف المؤلفون إطلاقاً إلى إصدار كتاب يكرر ما هو موجود بل إلى كتاب يقدم جديداً في طريقة العرض والمحتوى. ولذلك فإضافة إلى ما ذكر عن صلة الباحثين بالموضوع بحثاً وتدريساً فقد قام المؤلف الأول بدراسات مسحية لأدبيات الإشراف في المجلات والكتب ورسائل الماجستير. وقد انتهى من إعداد دراسة بيبليومترية لأدبيات الإشراف التربوي المنشورة في المجلات العربية التربوية المحكمة وقارنتها بالدراسات المنشورة في مجلة الإشراف والمناهج الأمريكية، وقد أشير إلى نتائجها في بعض صفحات هذا الكتاب.وقد مكنت تلك الدراسات المؤلفين من رسم صورة للواقع الحالي لأدب الإشراف التربوي وتحديد الشكل الذي سيكون عليه الكتاب الحالي. وفي ضوء ذلك يمكن القول أن الكتاب الحالي يتميز بخصائص لا تتوفر مجتمعة في أي كتاب آخر عن الإشراف التربوي باللغة العربية بشكل خاص: أولاً: طريقة العرض فالكتاب يتكون من مدخل يحدد موقع الإشراف التربوي في المعمار الفكري والتربوي، ثم في فصل عن النماذج الفكرية للإشراف وفضلين عن التطبيقات العملية للإشراف في عدد من الدول العربية وأجنبية، ثم من فصل عن بعض القضايا الإشرافية التي لا زالت في محل جدل كبير. ثانياً: متابعة الكتاب لأحداث التطورات في ميدان الإشراف وهو، في حدود علمنا، الكتاب الوحيد باللغة العربية الذي يعرض بشكل مفصل ومنظم للإشراف التطوري والتدبري (التأملي) وإشراف عمل المعرفة عدا عن النماذج التي ظهرت قبل ذلك مثل الإشراف التفريدي وإشراف الزملاء والإشراف العيادي وما قبل ذلك مثل الإشراف العلمي والنماذج ذات التوجهات الإنسانية. ثالثاً: بينما تعتمد جميع المؤلفات العربية على الأدبيات والنماذج الإِشرافية الأمريكية، يعرض هذا الكتاب لنماذج إشرافية من دول أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وفنلندا. وربما كان الكتاب الوحيد الذي ينحو هذا النحو. رابعاً: من ناحية أخرى فالكتاب يعرض الإشراف التربوي كاجتهادات علماء وباحثين يتأثرون بتطورات وتحولات الفكر في زمنهم وليس كمعرفة موضوعية مستقلة عمن أنتجوها. وبالتالي فإن مهمة الممارسين تطبيق تلك الأفكار تبعاً لظروفهم كما أن مهمة الباحثين والأكاديميين وضع تلك الأفكار موضع النقد والنقاش والعمل على تجاوزها والمساهمة في الفكر العالمي في هذا المضمار وليس مجرد تلقيه تلقياً سلبياً.