نبذة النيل والفرات:يعني الأدب المقارن بدراسة علاقة الأدب القومي بغيره من الآداب ولا بد أن تكون الدراسة المقارنة بين أعمال كتبت في لغات مختلفة وإلا خرجت عن دائرة الأدب المقارن. ولهذا النوع من الدراسات فوائد كبيرة، إذ يؤدي الإطلاع على آداب الأمم الأخرى إلى فك عزلة اللغة القومية وإثرائها.كما أنها تمكن الدارس من معرفة الأدب القومي و...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يعني الأدب المقارن بدراسة علاقة الأدب القومي بغيره من الآداب ولا بد أن تكون الدراسة المقارنة بين أعمال كتبت في لغات مختلفة وإلا خرجت عن دائرة الأدب المقارن. ولهذا النوع من الدراسات فوائد كبيرة، إذ يؤدي الإطلاع على آداب الأمم الأخرى إلى فك عزلة اللغة القومية وإثرائها.كما أنها تمكن الدارس من معرفة الأدب القومي وتمييزه عما هو دخيل. لكن الباحث في هذا النوع من الدراسات يحتاج إلى مجموعة من الأدوات أو الدراسات التي تعينه على إنجاز مهمته ولا بد له قبل كل شيء أن يحيط علماً بالدراسات التاريخية التي تعينه على فهم الأحداث وتطوراتها والعلاقات الإنسانية بين الشعوب في مظاهرها المختلفة. ثم إن معرفة اللغات المختلفة أمر ضروري ويكفي أن يعقد الباحث دراسة مقارنة بين لغة واحدة يحسنها ولغته القومية.والدكتور طه ندا يستعرض في كتابه هذا الحقل من الدراسات التي نشأت عند الأوروبيين في وقت متأخر، كما يعرض للصلة القوية بين الآداب الإسلامية، ويعقد مقارنة بين اللغتين العربية والفارسية التي تأتي في المقام الثاني بعد العربية وقد مرت اللغة الفارسية بأدوار ثلاث تطورت فيها عن الفارسية القديمة و الفارسية الوسطى وصولاً إلى الفارسية الإسلامية (الحديثة). وقد أدت العلاقات الواسعة بين العرب والفرس إلى انتشار لغتيهما وتبادل التأثير فيما بينما. كما بحث علاقة اللغة التركية باللغة العربية والتأثير المتبادل بينهما. وركز على صلة الأدب الفارسي بالأتراك وقدم أمثلة على الامتزاج الأدبي الإسلامي.