البحث في قواعد البيانات هو عملية الاستجواب المباشر التي يقوم بها المستفيد بوصفه صاحب الحاجة الفعلية للمعلومات أو الوسيط لنظم الحاسوب المكونة من قاعدة البيانات وبرمجيات البحث بهدف تحقيق استجابة لطلبات محددة من المعلومات، وتتم عملية البحث بطريقة تفاعلية بين المستفيد ونظام استرجاع المعلومات من خلال بناء استراتيجية بحث تمثل فيها الم...
قراءة الكل
البحث في قواعد البيانات هو عملية الاستجواب المباشر التي يقوم بها المستفيد بوصفه صاحب الحاجة الفعلية للمعلومات أو الوسيط لنظم الحاسوب المكونة من قاعدة البيانات وبرمجيات البحث بهدف تحقيق استجابة لطلبات محددة من المعلومات، وتتم عملية البحث بطريقة تفاعلية بين المستفيد ونظام استرجاع المعلومات من خلال بناء استراتيجية بحث تمثل فيها المفاهيم الموضوعية بمصطلحات وواصفات بلغة حرة او مقيدة، وبامكان المستفيد القيام بالتعديل المستمر لمفاهيمه البحثية لضمان أفضل استرجاع بالسرعة والدقة الممكنتين.ولقد ساعدت التطورات التي حصلت في مجالات الاتصالات السلكية واللاسلكية وزيادة كفاءة أجهزة الحواسيب وقدرتها على تخزين ومعالجة كميات هائلة من المعلومات وسرعة استرجاعها، وكذلك تطور تقنية الأقراص المدمجة، وزيادة كفاءة الأنظمة الجاهزة ونضج لغات البرمجة المختلفة، بمقابل الرغبة المتزايدة لدى الباحثين بمختلف شرائحهم للوصول إلى المعلومات بسهولة وسرعة واستطلاع كميات كبيرة منها بغض النظر عن مصادرها، كل ذلك أدى إلى تطور ونمو خدمات البحث الآلي في قواعد البيانات وزيادة إقبال المستفيدين عليها في مختلف أنحاء العالم. ولقد رافق تنامي دور هذه الخدمة في مؤسسات المعلومات بوصفها واحدة من خدمات المعلومات المحوسبة، العديد من المشكلات التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالمستفيدين من خدمات مؤسسات المعلومات. ويمكن إيجاز أهم هذه المشكلات بالآتي:1. التباين النسبي بين كم ونوع وملائمة المعلومات المسترجعة نتيجة الاستجابة المباشرة لنظام استرجاع المعلومات لذات المطلب البحثي بين مستفيد وآخر.2. صعوبة الإقرار المسبق بملاءمة النتائج الفعلية التي يحصل عليها المستفيد لحاجاته الموضوعية والبحثية نتيجة استخدامه لنظم استرجاع المعلومات.3. إلى جانب ذلك فان ضعف كفاءة الاسترجاع بحد ذاته سيؤدي إلى هدر وقت وجهد المستفيد المبذولين في استطلاع وتفحص كميات كبيرة من المعلومات، وتكرار مستمر للعملية البحثية مما يؤثر سلباً وبشكل مباشر على المستفيد والأقسام المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات في نواحي متعددة منها:أ. اندثار أسرع للأجهزة والمعدات المستخدمة في تقديم خدمات البحث.ب. مجهود اكبر يبذله الوسيط في عملية البحث مما يؤثر على الأداء النهائي له.ت. الحصول على كميات أكبر من المخرجات الورقية غير المناسبة يتحمل كلفتها المستفيد.ث. وكذلك فان طول المدة الزمنية التي يحتاجها كل مستفيد للحصول على نتائج مناسبة ستؤدي حتما إلى ترتيب مواعيد بعيدة للمستفيدين الآخرين للحصول على الخدمة. والأهم من ذلك كله هو انه لا طائل من عملية البحث التي قام بها، إذا لم تؤد هدف الباحث في إكمال مشاريعه البحثية التي ينوي القيام بها، ويمثل ذلك خسارة إذا ما نظرنا إلى مثل هذه المحصلات لمجموع عمليات البحث المنجزة في مؤسسة معلومات بعينها.أهداف الدراسةلقد انصب اهتمام الكاتب في تناوله لقصية كفاءة نظم استرجاع المعلومات على مجموعة من المحاور التي تعد أساسية في هذا المجال، وركز بشكل خاص على دراسة العمليات البحثية في قواعد البيانات المتنوعة للكشف عن العوامل المؤثرة في كفاءة الاسترجاع ودرجة تأثير كل منها على نتائج العملية البحثية، ومحاولة تحسين كفاءة الاسترجاع من خلال:1. الكشف عن العوامل الحقيقية التي تؤثر في كفاءة الاسترجاع، واختبار كل عامل من هذه العوامل ومحاولة تقويمه بالطريقة التي تساعد على رفع كفاءة الاسترجاع وضمان دقة أعلى في نتائج البحث المسترجعة.2. محاولة تحسين أداء العمليات البحثية باستخدام الأساليب التجريبية، وبما يحقق مصلحة المستفيد في الحصول على نتائج بحث متوافقة مع اتجاهاته الموضوعية. من خلال توجيه العمليات البحثية في قواعد البيانات الاتجاه الصحيح في تحقيق التوازن بين الكلف العالية لهذه الخدمات ورضا المستفيدين عن النتائج التي يحصلون عليها.3. العمل على ضمان توحيد الإجراءات البحثية في مراكز تقديم الخدمة في مؤسسات المعلومات كافة وتبسيط هذه الإجراءات والتقليل من جهد الوسيط والمستفيد أثناء مرحلة المقابلة والمراحل التالية.4. العمل على بلورة فهم مشترك لوسطاء الخدمة لمعطيات ووظائف نظم استرجاع المعلومات المستخدمة في تشغيل قواعد البيانات العلمية في مؤسسات المعلومات، بما يمكنهم من رفع كفاءة العمليات البحثية التي يؤدونها. وزيادة فرص المستفيد في الحصول على نتائج ملاءمة لمطلبه البحثي بوقت وجهد مناسبين.وبشكل عام افترض الكاتب إن ما يؤثر في كفاءة الاسترجاع الآلي للمعلومات مجموعة من العوامل هي:1. قدرة المستفيد في التعبير الدقيق عن حاجته الموضوعية والتعبير عنها بمفاهيم ومصطلحات دقيقة.2. قدرة الوسيط في تحويل الاستفسار إلى مفاهيم ومصطلحات بحثية وبناء إستراتيجية بحث مناسبة.3. التخصص والاهتمام الموضوعي للوسيط ودوره في عمليات البحث الآلي عن المعلومات.4. فهم الوسيط لوظائف نظم استرجاع المعلومات المستخدمة للبحث في محتوى قواعد البيانات العلمية. وقدرته على استخدام وظائف النظام لخدمة غرض المستفيد.5. توازن خبرة الوسيط في إجراء عملية البحث في مختلف نظم استرجاع المعلومات المستخدمة للبحث في قواعد البيانات ودرجة تحيزه إلى أي من هذه النظم.6. نوع لغة الاسترجاع المستخدمة في استجواب قواعد البيانات (لغة حرة أم مقيدة).7. شمولية قاعدة البيانات في التعبير عن التخصص الموضوعي الدقيق.8. الخلفية اللغوية للوسيط والمستفيد وتقاربها مع لغة قاعدة البيانات المستخدمة.ولاختبار هذه الفرضيات تم إجراء مجموعة من التجارب باستخدام مجاميع من المستفيدين أصحاب الحاجات البحثية الفعلية. حيث تعذر على الدراسة الحصول على مجاميع بحثية يمكن تقسيمها إلى مجموعة ضابطة وأخرى تجريبية، ولهذا السبب استخدمت الدراسة أسلوب جديد، يعتمد على إعادة تنفيذ عمليات البحث للمستفيدين أنفسهم، وبذات الموضوع، بعد إجراء التغير المتعمد في حالة المستفيد، وحسب احتمالات فرضيات الدراسة، ومن ثم مقارنة النتائج النهائية التي حصل عليها المستفيدون قبل إحداث التغير مع تلك التي حصلوا عليها بعد التغير وبمعدل (25) مستفيد لكل تجربة من التجارب وبتخصصات علمية مختلفة. ثم ملاحظة التغير الذي قد يحصل في كفاءة نتائج العمليات البحثية وعلى عدد الحالات المبحوثة، وذلك لغرض إثبات أو نفس فرضيات الدراسة.