يهتم هذا الكتاب بدراسة موضوع التطور في النحو، وبعرض المسائل النحوية عند العالم الواحد، ومقارنتها منهجاً وأسلوباً، ودوراً بمثيلها عند العالم الثاني، وفي الإطار نفسه إن أمكن، وعرض الموضوع باستقراء متواز متوالد من البدايات مع النشأة إلى النهايات مع الاقتراب من الشكل التام، وحسب المراحل المتتابعة ثم الحكم عليها، والتوقف عند المسائل ...
قراءة الكل
يهتم هذا الكتاب بدراسة موضوع التطور في النحو، وبعرض المسائل النحوية عند العالم الواحد، ومقارنتها منهجاً وأسلوباً، ودوراً بمثيلها عند العالم الثاني، وفي الإطار نفسه إن أمكن، وعرض الموضوع باستقراء متواز متوالد من البدايات مع النشأة إلى النهايات مع الاقتراب من الشكل التام، وحسب المراحل المتتابعة ثم الحكم عليها، والتوقف عند المسائل الذائعة الصيت، لمعرفة درجة التطور فضلاً عن الأصالة والتأثر.أما جديد هذه المدرسة فهو تلازم حديها: التطور العلمي كحد أول يسعى البحث إلى الكشف عنه، والتسلسل الزمني المبني على الطبقات المختصة بتاريخ العلماء من رجال النحو كحد ثان. لأن كتب الطبقات وإن سجلت تراجم العلماء بدقة فإنها قد خلطت بين المزاح، والمكانة العلمية التي أطلقها أحدهم لسبب ما. كما أن بعض الكتب كالإنصاف في مسائل الخلاف، وإن أضفت كثيراً في مجالها القائم إلى المنهج العلمي والمنهجي المتسلسل باعتماد الطبقات. كالذي اعتمدته هذه الدراسة، الأمر الذي مكن من تحديد انطلاقة التطور، ورسم حدوده، وتبيان موقع الإعراب منه، وتعيين المشاركة فيه كأقطاب وتابعين.وبهذا تفرد البحث في الحكم على نتاج سيبويه بأنه العمل الأهم الذي أحاط بما سبقه من مشاركات نحوية. كما تأكد أن عمله ليس بدعة بين أعمال النحاة كما يرى الباحثون من قدماء ومحدثين. وقد لاحظ البحث التطور المتأثر بالعلوم الدخيلة وهذا ساهم في مناقشة آراء القدماء والمحدثين من مستشرقين وغيرهم رداً لشبهاتهم القائلة بأخذ النحو العربي عن جيراننا الأقربين من سريان، وعبريين، وهنود، وفرس، ويونان.وقد جاء شكل البحث كما يلي: مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة. مع المقدمة كان المدخل إلى الموضوع وفيها ظهرت الوشائج التي تربطه بالعمل النحوي وأصالة التصدي لدراسة من وجهة النظر الخاصة بالبحث. مع ذكر بعض ما وصلت إليه الدراسة من جديد مبتكر في العمل النحوي.ومع الباب الأول الذي وسم بعنوان التطور بين التسمية والمفهوم. تمت قسمته إلى فصلين اشتمل الأول منهما على التسمية ومعناها في اللغة والاصطلاح. كما تعرض الثاني لانطلاقة التطور زمنياً، وعلمياً فضلاً عن مدى ارتباط الإعراب بالتطور ومفهومه.ومع الباب الثاني وعنوانه حدود التطور العامة. فقد قسم إلى فصلين عالج الأول منهما أسباب التطور وموجباته. بينما عرض الثاني لموجبات التطور المحتكمة إلى: القياس، والعلة، والعامل، كعلامات فارقة في التطور.وتم تقسيم الباب الثالث المعنون سمات التطور إلى ثلاثة فصول بحث الأول منها -وهو أطول فصول الكتاب إطلاقاً لأنه لب الموضوع- أمور توصيف التطور فأظهر دور الدولي وأعماله، كما أظهر أعمال تلاميذه، وركز على دور النظر الشخصي في إيجاد المذاهب كتطور لافت مع انتصار النحاة لمدارسهم. كما بين الخطوات الفاصلة في سير التطور، وحدد مكانة كتاب سيبويه فضلاً عن الأعمال الركائز في مدرستي البصرة والكوفة، وتحدث عن أمور القياس، والعلة، والعوامل والمعمولات، والمصطلحات، إلى جانب استقلال النحو بالبحث، وتغيير برامج الدراسة، وتعدد أماكنها من البادية، إلى المجالس الخاصة، والمساجد، والأسواق، والكتاب. وفي الثاني عرض البحث لأمور الإعراب، والآراء فيه عند العرب، والمستشرقين مع الطاعنين بالأصالة، والقائلين بها. وفي الثالث عرض البحث لأصالة النحو العربي ومدى علاقته بغيره عند الشعوب المجاورة من سريان ويونان، وعبريين، وفرس، وهنود.هذا وقسم الباب الرابع وعنوانه دراسة التطور إلى ثلاثة فصول. حدد الأول منها المنهج في دراسة التطور كأساس معتمد لتبيان درجة التطور. بينما تحدث الثاني عن التطور الحاصل مع أعلام مدرسة البصرة واحداً واحداً طبقة طبقة. أما الثالث فقد عرض للتطور الحاصل مع أعلام مدرسة الكوفة واحداً واحداً طبقة طبقة. ومع الخاتمة ينتهي البحث بنتائجه التي اكتشفها.