..... أما الأدب الذي نريده فهو الأدب الذي ارتفعت فيه الكلمة إلى الإشراقة الفنية، وإلى إشراقة المعنى الكريم، حتى أصبحت من القول الطيب على صراط الحميد. والأدب الذي لا نريده هو الأدب الذي يحمل الزخرف الكاذب، والغموض التائه، يزينه شياطين الإنس والجن، ويحمل المعتى الخبيث في عجاج الغرور والفتنة. إلى هذا الزخرف والضلال تميل قلوب الذين ...
قراءة الكل
..... أما الأدب الذي نريده فهو الأدب الذي ارتفعت فيه الكلمة إلى الإشراقة الفنية، وإلى إشراقة المعنى الكريم، حتى أصبحت من القول الطيب على صراط الحميد. والأدب الذي لا نريده هو الأدب الذي يحمل الزخرف الكاذب، والغموض التائه، يزينه شياطين الإنس والجن، ويحمل المعتى الخبيث في عجاج الغرور والفتنة. إلى هذا الزخرف والضلال تميل قلوب الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، فيرضون به، ويقترفون من الآثام ما يقترفون. والحداثة ليست مذهباً أدبياً فحسب، ولا هي مذهب يجدد القوة والعزيمة. إنها فلسفة عامة تطرق معظم أبواب الحياة عن طريق الأدب وبأسم الكلمة، ثم تمزق الكلمة والأدب والفكر والقيم، ثم تمزق الإنسان في أتون وجحيم، دون أن تدعوا إلى شيء جديد حقاً، ولكنها تدعوا إلى ضلال قديم، وفتنة قديمة، لا تحمل من الجدة إلا اسماً ومظهراً. إنها تدعوا الى أن نعود آلاف السنين إلى الوراء إلى جاهلية أشد ظلمة، وإلى تيه أعمق سواداً. ان اللجوء إلى بعض التعابير الغامصة مثل : "الممرئية" ، " رؤياوية"، " التعارض الثنائي"، " اللاحقيقة"، " التموضع الزمكاني"، ... لا يقدم فكراً جديداً، ولا يستطيع أن يخفي التيه والظلام. إن الأمة الإسلامية مدعوة اليوم، كما هي مدعوة في كل عصر، إلى أن تحمل رسالة الله الى الناس، نوراً يشق الظلمات، وضياءً يزيح الدياجير، حتى يرى الناس الحق كأنه فلق الصباح، فيهتدوا بهديه، ويمضوا على نهجه، حتى تكون كلمة الله هي العليا. وليكون منهاج الله - قرآناً وسنة- هو الذي يحدد المنهج ويرسم الدرب، في الأدب كله، وفي سائر ميادين الحياة، عندما يحمل ذلك المواهب المؤمنة التي ترعاها الأمة وتصونها، وتمدها بالقوة وتغذيها لتظل سلاح ميدان وقوة نصر.