يعد خوان خوسيه مياس ، في نظر العامة و النقاد ، احد أبرز الكتاب الأسبان المعاصرين ، سواء في كتابة الرواية أو القصة القصيرة او حتي المقال الصحفي . وذلك يرجع ، بلا شك ، إلي العمق الذي يتميز به والخلط بين المشاعر و الفلسفة وبين الواقع و الخيال ، والنظرة المنطقية للأشياء حيث البدء بمقدمات تفيض الي نتائج تبدو بالنظرة المجردة غير مقبول...
قراءة الكل
يعد خوان خوسيه مياس ، في نظر العامة و النقاد ، احد أبرز الكتاب الأسبان المعاصرين ، سواء في كتابة الرواية أو القصة القصيرة او حتي المقال الصحفي . وذلك يرجع ، بلا شك ، إلي العمق الذي يتميز به والخلط بين المشاعر و الفلسفة وبين الواقع و الخيال ، والنظرة المنطقية للأشياء حيث البدء بمقدمات تفيض الي نتائج تبدو بالنظرة المجردة غير مقبولة وبالنظرة العميقة هي حقيقة الحقائق . فنجد في كتاباته الصحفية نوعا جديدا من الأدب لم يعرفه العالم قبل مياس ، وهو ما اطلق عليه " المقال الأقصوصة " ، وهو ، كما يشير إسمه ، قصة قصيرة تأخذ شكل المقال الصحفي ، أو مقال صحفي يأخذ شكل القصة القصيرة . وقد كتب من هذا النوع مئات المقالات التي جمع كثير منها في كتاب حمل نفس الإسم . ولا شك أن كاتب مميز بدرجة مياس ، له خيال شديد الخصوبة ، لابد أنه يري الأشياء بوجهة نظر مختلفة ، ربما اكثر رقة ، ربما اكثر منطقية ، وأحيانا ربما أكثر غرابة أما عن القصة القصيرة عند مياسفهي تتميز ، في اغلبها ، بالإعتماد علي عنصر المفاجأة و التشابه ، وإستخدام الجمل القصيرة المكثفة ، وتناول القضايا اليومية بمزج بين الواقع و الخيال ، والحرص الدائم علي منطقية الحدوتة وتطورها ، وختمها بالمفاجأة . وبالرغم من الكم الهائل من القصص القصيرة التي كتبها ، إلا ان وجه الشبه الوحيد بين قصة وأخري هو مياس نفسه ، الكاتب ، فبصمته تعلو كل قصة ، ونبرة صوته تسمع في كل كلمة ، وخياله لا يختفي أبدأ من اي جملة ، فلا تتشابه قصة مع أخري ، ولاتتكرر، وإن تكررت الفكرة فإسلوب التناول مختلف .