"لضفائر جفرا... ليس لجفرا أشواق مسترسلة، الإيقاع استلب شغافي ولهذا أجري خلف كرومك، الإيقاع إذ هبّ أزيز النار إلى قلبي، أتمزع أقساماً: واحدةً لضفائر جفرا، والأخرى لكرومك، والثالثة لثورتك المخدوعة، من رمل البحر إلى بحر الرمل التابوت. تسمعك قطارات الليل وعمال قطارات الليل، وزراع التبغ جنوباً، عمّال الإسمنت، وبحارة حيفا، تنتظرين رصي...
قراءة الكل
"لضفائر جفرا... ليس لجفرا أشواق مسترسلة، الإيقاع استلب شغافي ولهذا أجري خلف كرومك، الإيقاع إذ هبّ أزيز النار إلى قلبي، أتمزع أقساماً: واحدةً لضفائر جفرا، والأخرى لكرومك، والثالثة لثورتك المخدوعة، من رمل البحر إلى بحر الرمل التابوت. تسمعك قطارات الليل وعمال قطارات الليل، وزراع التبغ جنوباً، عمّال الإسمنت، وبحارة حيفا، تنتظرين رصيفاً مخدوعاً، وقطارك في الفجر يمر تصيحين: الفجر، الفجر سيأخذ في الفجر حبيبي، وتلمين الصوت إلي الصوت، وتسمعك الضوضاء، أيتها المفردة المرمية في مدن الآثار الزينة-أيتها الممشوقة مثل القامات العربية في يوم الأرض-الواقفة على حد النهار، ألا يستهويك صراخي في آخر هذا الليل. أيتها الموزونة كالبحر، الموءودة كالحجر، الغامضة السحر كما البحر الميت ليلاً أو كدوالي الجبل إذا هزتها الريح. أسألك بأسماء العنب الحسنى-أسماء المسجونين على أطراف الصحراء وأسماء، لا تعرفها إلا الحيطان الصماء".