نبذة النيل والفرات:اختلف العلماء في مفهوم البلاغة التي هي قبل كل شيء مأخوذة من قولهم بلغت الغاية إذا انتهيت إليها وبلغتها غيري. فالبلاغة صفة للكلام وليس للمتكلم فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه. وهي إلى ذلك "منه قولي يعتمد على الموهبة وصفاء الاستعداد، ودقة إدراك الجمال، وتبين الفروق الخفية بين شتى الأساليب" أما علوم البلاغة فهي ث...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:اختلف العلماء في مفهوم البلاغة التي هي قبل كل شيء مأخوذة من قولهم بلغت الغاية إذا انتهيت إليها وبلغتها غيري. فالبلاغة صفة للكلام وليس للمتكلم فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه. وهي إلى ذلك "منه قولي يعتمد على الموهبة وصفاء الاستعداد، ودقة إدراك الجمال، وتبين الفروق الخفية بين شتى الأساليب" أما علوم البلاغة فهي ثلاثة المعاني، والبيان، والبديع، وهي مدار هذا الكتاب الذي عين قارءه على تذوق جانب من البلاغة العربية ويساعد على إدراك سمات الكلام البليغ.والكاتب يؤكد أن فصحة الكلام لا تكون إلا إذا سلم من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد اللفظي والمعنوي. أما في معرض حديثة عن نشأة علم المعاني وتطوره يذهب المؤلف إلى أن أساليب هذا العلم كانت مختلطة في أول أمره بأساليب علمي البيان والبديع، ثم أخذت هذه الأساليب تتبلور وتتميز وتستقل حتى أصبح علم المعاني علماً واضح المعالم على يد كل من عبد القاهر الجرجاني والزمخشري والسكاكي. كنا ويعرض المؤلف لنشأة علم البيان وتطوره منذ العصر الجاهلي حتى أصبح علماً مستقلاً على يد عبد القاهر الجرجاني ثم يفصل الكلام بعد ذلك عن مباحث علم البيان كالتشبيه والاستعارة والكناية. وقبل أن يتعرض المؤلف لمباحث علم البديع يتتبع نشأته وتطوره، ليعطي صورة واضحة عن أبعاد هذا العلم، وهو يرى مباحثه كانت عنصر من عناصر البيان العربي. وقد تميزت هذه المباحث وصارت علماً على يدي ابن المعتز وأبي هلال العسكري وغيرهم ليتحدث فيما بعد عن فنون البديع كالمحسنات البديعية المعنوية، والمحسنات البديعية اللفظية.