كان لقيام الدولة الفاطمية في مصر أهمية خاصة في التاريخ؛ فالفاطميون قد حكموا مصر زهاء قرنين من الزمان، من 358 إلي 567 هـ (969- 1171م)، وهي فترة تطورت خلالها النظم السياسية والإجتماعية تطوراً خطيراً.وسنحاول أن نقدم عرضاً كاملاً- إن أمكن- لنظم الفاطميين ورسومهم، وهو يحتاج إلي عناية خاصة بجمع الوثائق النادرة، والمادة التاريخية الغزي...
قراءة الكل
كان لقيام الدولة الفاطمية في مصر أهمية خاصة في التاريخ؛ فالفاطميون قد حكموا مصر زهاء قرنين من الزمان، من 358 إلي 567 هـ (969- 1171م)، وهي فترة تطورت خلالها النظم السياسية والإجتماعية تطوراً خطيراً.وسنحاول أن نقدم عرضاً كاملاً- إن أمكن- لنظم الفاطميين ورسومهم، وهو يحتاج إلي عناية خاصة بجمع الوثائق النادرة، والمادة التاريخية الغزيرة، في حزمة محكمة الربط. وتقدم إلينا المصادر العربية هذه النظم الإسلامية- عادة- بطريقة مضطربة لا نظام لها وبدون مناهج بحث علمية؛ مما يسبب اضطراباً وسوء فهم: اضطراباً للنظم بعضها مع بعض، أو لصفة كل منها بالنسبة لكل دولة إسلامية. فعمل عرض واضح دقيق لنظم الفاطميين ورسومهم، برسم لوحتها المميزة، هو غرضنا الأساسي من هذا البحث.ثم إننا استعملنا ألفاظاً اصطلاحية فنية عديدة ظهرت لتدل علي النظم السياسية والإجتماعية في العصر الفاطمي، فهذا العصر يحدد انتهاء الفترة العربية- الفارسية في مصر. وقد بقيت تلك التعبيرات الجديدة لنظم مصر الوسيطة، حتي بعد سقوط الدولة الفاطمية في عهدى الدولتين: الأيوبية والمملوكية.ولهذا البحث استخدمنا مادة غزيرة، وإن كانت محتاجة دائماً إلي غربلة لتخرج منها خلاصة علمية صحيحة. وقد وجدنا المصادر الأصلية لهذه المادة مبعثرة في مخطوطات مختلفة معاصرة للفاطميين، في مصر وإنجلترا، وهي عبارة عن مناجم لم تستغلت وكنوز بكر لم تنتشر بعد. وكذلك استخدمنا معظم المؤلفات الحديثة التي ظهرت في البلاد الإسلامية من ناحية، وفي فرنسا وإنجلترا وألمانيا وروسيا بلغاتها الأصلية من ناحية أخري، مما يتعلق بموضوع النظم والرسوم.