تستعرض الدراسة مواقف الحداثيين العرب من السنة النبوية ومن النص بهدف استجلاء هذه المواقف ومناقشتها نقاشاً علمياً حيادياً ما استطاع الباحث إلى ذلك سبيلاً، ثم بيان ملائمة هذه المواقف مع الحالة العربية الإسلامية، ومدى صلاحية تطبيق مناهج الحداثيين على النص الإسلامي وعلى السنة النبوية، حيث ظهرت الحداثة تياراً فكرياً له أدواته ومناهجه ...
قراءة الكل
تستعرض الدراسة مواقف الحداثيين العرب من السنة النبوية ومن النص بهدف استجلاء هذه المواقف ومناقشتها نقاشاً علمياً حيادياً ما استطاع الباحث إلى ذلك سبيلاً، ثم بيان ملائمة هذه المواقف مع الحالة العربية الإسلامية، ومدى صلاحية تطبيق مناهج الحداثيين على النص الإسلامي وعلى السنة النبوية، حيث ظهرت الحداثة تياراً فكرياً له أدواته ومناهجه الخاصة في الحياة عموماً وفي الحياة الثقافية ونقد النصوص على وجه الخصوص، حيث انطلقت من أوروبا منذ القرن السادس عشر بالثورة على اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية وحجرها على العلم والعقل بادعاء امتلاكها وحدها للحقيقة المطلقة، ثم انتقلت عدوى الحداثة بكل مكوناتها إلى العالم العربي منذ أوائل القرن التاسع عشر محمولةً على أكتاف جيش نابليون في حملته على مصر فيما بات يعرف بـ "صدمة الحداثة" ثم توالت العقول المسلمة العربية على الغرب متعلمةً متتلمذةً ناقلةً للحداثة من بيئتها الغربية إلى الحالة الإسلامية، محدثةً صداماً متعدد الأبعاد مع الثقافة العربية السائدة وتراثها.وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج بعد استقراء مواقف الحداثيين من السنة وتحليلها بأدوات التحليل المختلفة حداثيةً وإسلاميةً، ليصار إلى القول بأن الحداثة العربية استقاء من النموذج الغربي دون مساهمة حداثيي العرب بشئ منها ودون مراعاة اختلاف البيئة في كل من الساحتين، ومما خلصت إليه الدراسة عدم صلاحية التطبيق الحرفي لمناهج النقدد الحداثية على السنة النبوية والنص الإسلامي للاختلاف الجوهري بين النصوص في كل منهما، وكذا خلصت إلى صلاحية منهج النقد الإسلامي لتنقية الموروث وفهمه بأدواته المتعددة المنتجة بعقول عربية خالصة، مع احتياج هذا المنهج إلى التجديد والتطوير بإعادة النظر المستمر بأدواته، فلا وجود لعلم نضج واحترق إلا ما كان غير صالح للحياة ولا قادر على البقاء.