تناول الشيخ عبد الله القصيمي المولود مع بداية القرن الماضي الفنون الفلسفية، وكان نتاجه الغزير حاد وكاسح ومدمر، وكان أسلوبه مفعم بالسخرية والعتب والألم والوجع.لم يكن هذا الكاتب الذي خرج من قلب الصحراء المملكة العربية السعودية (القصيم) فيلسوفاً ذا مذهب واحد معين، وإنما كان مفكراً كبيراً تجرأ على الشك في كثير من القيم، مقتحماً كل ا...
قراءة الكل
تناول الشيخ عبد الله القصيمي المولود مع بداية القرن الماضي الفنون الفلسفية، وكان نتاجه الغزير حاد وكاسح ومدمر، وكان أسلوبه مفعم بالسخرية والعتب والألم والوجع.لم يكن هذا الكاتب الذي خرج من قلب الصحراء المملكة العربية السعودية (القصيم) فيلسوفاً ذا مذهب واحد معين، وإنما كان مفكراً كبيراً تجرأ على الشك في كثير من القيم، مقتحماً كل المعتقدات السائدة في عصره منتقداً بعنف كل الممنوعات في عالمنا العربي، معلناً بذلك حق الإنسان أن يؤمن بما ترتاح له نفسه ويطمئن إليه ضميره، دون أن يعترضه أحد ويحاسبه على ذلك سلطان.وبالرغم من أن عبد الله القصيمي، بدأ حياته في الأربعينات بتأليف الكتب الفقهية وهو الشيخ اللامع الذي تخرج من الأزهر، ليصير ممثلاً للوهابية في بلاد الأهرام. إلا أن خروجه عن هذا الخط والمنهج واتهامه بالإلحاد والكفر، كان بعد صدور كتابه المشهور "هذه الأغلال". وقد ارتبط بصداقة حميمة مع الأديب قدري القلعجي.وفي هذا الكتاب رسائل موجهة من الشيخ عبد الله القصيمي إلى القلعجي، صاحب دار الكتاب العربي، والتي يكشف للقارئ وللتاريخ حكاية طباعة كتب الشيخ عبد الله بالستينات وكيف تجاسرت دار الكتاب العربي وتحدت بطباعتها لهذه الكتب: "العالم ليس عقلاً"، "كبرياء التاريخ في مأزق"، "هذا الكون ما ضميره"، "أيها العار إن المجد لك" وغيرها وغيرها وكيف منعت هذه الكتب من دخول معظم البلدان العربية باستثناء مصر ولبنان، ومن كان يقف خلف محاولة اغتيال الشيخ عبد الله، أو طرده من لبنان، وما هو دور كمال جنبلاط والأديب ميخائيل نعيمة وقدري قلعجي في إلغاء قرار الإبعاد.رسائل متفجرة، بركانية، لكنها في الوقت ذاته متألمة، باكية متأسفة، هي جزء يسير من واقع لحقيقة تنشر على صفحات هذا الكتاب.