حينما إتكلنا علي الله لإعداد هذا الكتاب، تساءلت عما هو الهدف من إعداده؟ وكانت إجابتي هي إني أهدف إلي تعريف القارئ بكافة الوسائل التي تكفل إظهار الحقيقة أمام القضاء لإدانة المشتبه فيهم أو لإظهار براءتهم فيما يوجه إليهم من إتهامات لكي ينال كل ذي حق حقه، ثم راودنى إستفسارا آخر: ومن هم القراء الذي يجب أن أعد لهم هذا الكتاب؟ فأجبت بأ...
قراءة الكل
حينما إتكلنا علي الله لإعداد هذا الكتاب، تساءلت عما هو الهدف من إعداده؟ وكانت إجابتي هي إني أهدف إلي تعريف القارئ بكافة الوسائل التي تكفل إظهار الحقيقة أمام القضاء لإدانة المشتبه فيهم أو لإظهار براءتهم فيما يوجه إليهم من إتهامات لكي ينال كل ذي حق حقه، ثم راودنى إستفسارا آخر: ومن هم القراء الذي يجب أن أعد لهم هذا الكتاب؟ فأجبت بأنهم المستشارين والقضاه ورجال النيابة والمحامين وضباط الشرطة، ومن شاءت الأقدار أن يقفوا أمام القضاء وهم أبرياء.وللأسباب السابقة فإن المؤلف قد وضع في تخطيطه ألا يكون هذا المرجع مقصورا فقط علي ما يجري من فحوص معملية للأدلة المادية (مثل بصمات أصابع أو آثار أقدام أو عجلات أو شعر أو دم أو أسلحة.... إلخ)، بل يجب أيضا أن يضم أبوابا تمهيدية تخصص لدراسة مصادر التعرف علي هذه الأدلة المادية التي سوف يجري فحصها، والتي قد تكون نتاجا لما إستهدفته المراقبات السرية، أو الحملات التفتيشية، أو الإستجواب لكافة من يرتبطون بالحادث من قريب أو من بعيد كالمتهمين أو المجني عليهم والشهود، ومن المعلومات المستقاه من المرشدين إعتمادا علي أساليب الإستجواب الصحيحة للتحقق من صدق هؤلاء جميعهم أثناء الإستجواب، وهذه الأمور جميعها والبحث عن الأدلة المادية هو أسلوب حضارى تهدف التعرف على الحقيقة، وإذا كنا قد وصفنا بحثنا هذا الذى يدور حول إظهار الحق عن طريق البحث عن الدليل المادى وفحصه فى ا لقضايا الجنائية والمدنية بأنه أسلوب حضارى، فذلك لأن ما كان يتبع قديما- على نطاق واسع- وما يزال يتبع إلى الآن احيانا- على نطاق ضيق- هو وسائل التعذيب والإكراه البدنى الذى تمارسه علنا بعض سلطات التحقيق غير الناضجة فى مجتمعات بربرية فى البلاد غير النامية، أو حتى- فى الخفاء- فى