شغلت الاستراتيجية الأمريكية العالم منذ وضعت، وأرقت المعسكر المعادي للولايات المتحدة عقوداً طويلة من الزمن، دفعت خلالها الدول التي وقعت بين معسكري الحرب الباردة أثماناً باهظة. ورغم أن الاستراتيجية الأمريكية وقعت في أزمة عام 1998، لكن أحداً لا يستطيع القول أن هذه الاستراتيجية قد تغيرات منذ قدم جورج كينان عام 1947 أسسها الواضحة وال...
قراءة الكل
شغلت الاستراتيجية الأمريكية العالم منذ وضعت، وأرقت المعسكر المعادي للولايات المتحدة عقوداً طويلة من الزمن، دفعت خلالها الدول التي وقعت بين معسكري الحرب الباردة أثماناً باهظة. ورغم أن الاستراتيجية الأمريكية وقعت في أزمة عام 1998، لكن أحداً لا يستطيع القول أن هذه الاستراتيجية قد تغيرات منذ قدم جورج كينان عام 1947 أسسها الواضحة والتي تركزت على مفهوم الاحتواء أو بمعنى أدق "نظرية الاحتواء". وليس المقصود بذلك أنه لم تكن لأمريكا قبل ذلك خطط استراتيجية ولكن يمكن القول أن الاستراتيجية الأمريكية وضعت خططها الثابتة وبنيت على أسس علمية ودقيقة على يد كينان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت هناك الحاجة لحماية المصالح الأميركية ومصالح حلفائها من التهديد الذي شكله المعسكر المعادي بعد أن قسمت الحرب العالمية الثانية العالم إلى نصفين، اشتراكي ورأسمالي. يتناول هذا الكتاب الاستراتيجية الأميركية ويقرأها من وجهات النظر الأميركية أولاً ثم يعرج على تطبيقاتها مستخدماً التحليل السياسي تارة والاستعراض التاريخي والسياسي تارة أخرى، ومروراً على مناطق نفوذ ومصالح هذه الاستراتيجية عبر التقلبات والمتغيرات الدولية التي سادت فترة ما بعد الحرب الباردة والتي أنتجت حرب القرن الموسومة بحرب الإرهاب. يتناول المدخل الاستراتيجية الأميركية بعد انتهاء الحرب الباردة ومفهوم فن الإخضاع عبر ثوابت الاستراتيجية الأميركية وعناصرها المتغيرة والثابتة وارتباطها بالأمن القومي ومناطق المصالح الأمريكية، ثم ينظر إلى التهديد الذي تسوقه أميركا دائماً ومصادر هذا التهديد ومصداقية كونه تهديداً وفقاً لرؤى أمريكية. ويعرج من الفصل الأول على مفهوم الردع الذي ساد حقبة الحرب الباردة وتعريفاته المختلفة إذ أخذ أسماء متنوعة، وتوازن العرب ثم يسوق الدلائل على تطوره وساترمار اعتباره عنصراً أساسياً من عناصر الاستراتيجية الأميركية ثم يخوض في تأثير ذلك على العلاقات الأميركية مع دول العالم. وينتقل بعد ذلك إلى الإرهاب وتحول مفهوم من إرهاب الجماعة إلى إرهاب الدولة خائضين في مفاهيم الإرهاب وزمن ظهوره كمصطلح أساسي لإنفاذ الاستراتيجية الأميركية. وفي نفس الفصل يسوق عناصر السياسية الأميركية والتحالفات الاستراتيجية التي أفرزتها حقبة الحرب الباردة وتأثر هذه التحالفات بانتهاء الحرب الباردة وسيادة مفهوم القوة العظمى المنفردة أو القطب الواحد في إطار النظام العالمي الجديد, وعلى ذلك ينتقل إلى الصراعات التي ظهرت بعد انتهاء الحرب الباردة وينشغل في تحليل أسباب ظهورها ممات تأثر بالاستراتيجية الأميركية. ثم ينتقل في نفس الفصل إلى اختبار قوة الرئاسة الأمريكية ودستورها ومصادر صنع القرار الأمريكي مروراً بتطبيقات اتخذت من سياسة الرؤساء الأميركيين في العقدين الأخيرين ومطلع القرن، مثالاً مروراً بمراكز صنع القرار الأمريكي سواء في الكونغرس الأميركي أو في اللوبيات حيث تسيطر إيباك على مصادر القرار رغم كل النفي الأمريكي. وأخيراً يقرأ في نهاية الفصل حصيلة الاستراتيجية الأمريكية في العقد لمنصرم بشكل عام لينطلق بعدها في الفصول التالية إلى قراءة هذه الاستراتيجية في مناطق المصالح والصراع. يتجه الفصل الثاني باتجاه اختبار تأثير السياسة الأميركية على أوروبا الحليف الأقوى والشريك في المصالح، إذ يقرأ التصدع في هذه العلاقة عبر تداعيات مشاكل الناتو وعبر التغيير الإيديولوجي في السياسة الأوروبية بعد انتهاء الحرب الباردة ويتطرق إلى أهم قضيتين شكلتها سمة العقد التسعيني وتلكما حرب البلقان وقبرص. في الفصل الثالث نستعرض الاستراتيجية الأمريكية في اعقد منطقة بالعالم وتلك هي آسيا التي تقسمها المصالح إلى: آسيا الوسطى، الصين، وروسيا، الهند وباكستان، أفغانستان وقزوين، والشرق الأوسط المشتعل منذ خمسين عاماً ونتبع فيه سياسة أميركا في العراق وفلسطين. وفي الفصل الأخير يتم قراءة استراتيجية أميركا في إفريقيا والتي عمدت إلى دحر الهيمنة الأوروبية على تلك القارة ومدت عبر منافذ مختلفة أهمها إسرائيل.