لم يكن سهلاً على اليمن في بداية النصف الثاني من هذا القرن، كما لم يصبح سهلاً عليه الآن في نهاية القرن أن يدخل عصر المسرح، وذلك نتيجة لظروف معروفة لعبت فيها الجغرافيا دوراً في الإقصاء الطبيعي، ولعب القمع السياسي والثقافي المتعمد دوراً في تعميق هذا الإقصاء والتمكين له حتى كاد يصبح جزءاً لا يتجزأ من مدركات الحس البشري لدى المواطن ا...
قراءة الكل
لم يكن سهلاً على اليمن في بداية النصف الثاني من هذا القرن، كما لم يصبح سهلاً عليه الآن في نهاية القرن أن يدخل عصر المسرح، وذلك نتيجة لظروف معروفة لعبت فيها الجغرافيا دوراً في الإقصاء الطبيعي، ولعب القمع السياسي والثقافي المتعمد دوراً في تعميق هذا الإقصاء والتمكين له حتى كاد يصبح جزءاً لا يتجزأ من مدركات الحس البشري لدى المواطن الذي ما يزال لا شعورياً يرفض كل محاولة للتعاطف مع هذا الفن أو الإقتراب من أضوائه.وهذه الحقيقة المرة لا تنفي وجود محاولات جريئة وجادة حاولت أن تتحدى الظروف الجغرافية وأن تتمرد على المعوقات المختلفة لا سيما بعد نجاح الثورة اليمنية (سبتمبر – أكتوبر). وكان المسرح في هذه البلاد قد بدأ شعرياً في أوائل الأربعينيات بمحاولات الشاعر الراحل علي محمد لقمان والتي اعتبرت بمثابة مقدمات الحلم بمسرح مكتوب يشغل أذهان القراء ريثما يتم الاستعداد لإنشاء مسرح الفرحة والمشاهدة.