يضم الكتاب مجموعة من البحوث والمؤلفات لنخبة من الخبراء المهتمين بالدراسات ذات الصلة بالاجتماع العربي الإسلامي والتي قدمت من خلال ندوة عقدتها مجلة قضايا إسلامية معاصرة. قدم كل واحد من هؤلاء المفكرين والباحثين أعمالهم التي تناولت إشكاليات متنوعة في هذا الحقل، وأنجزوا مقاربات لمداخل عديدة في الفكر والحياة الإسلاميين، تستند إلى مرجع...
قراءة الكل
يضم الكتاب مجموعة من البحوث والمؤلفات لنخبة من الخبراء المهتمين بالدراسات ذات الصلة بالاجتماع العربي الإسلامي والتي قدمت من خلال ندوة عقدتها مجلة قضايا إسلامية معاصرة. قدم كل واحد من هؤلاء المفكرين والباحثين أعمالهم التي تناولت إشكاليات متنوعة في هذا الحقل، وأنجزوا مقاربات لمداخل عديدة في الفكر والحياة الإسلاميين، تستند إلى مرجعيات العلوم الإنسانية الراهنة، فضلاً عن التراث.هذا وإن ما تمّ بحثه ومناقشته في هذه الندوة حول الحديث عن "التباسات المفاهيم في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر". والمقصود بالتباسات المفاهيم هو حالة الفوضى الذهنية والمصطلحية عند التعاطي مع مجموعة مفاهيم مركزية، في غاية الأهمية والخطورة،وربما تكون بعض هذه المفاهيم استفهامات حائرة، أو رؤى قلقة، أو أفكار مشتتة، أو مقولات غير مؤسسة.ومن نماذج هذه المفاهيم مفهوم التغيير الاجتماعي، فهو من المفاهيم الملتبسة في أدبيات الحركة الإسلامية إذ تطغى النظرة التبسيطية الساذجة لعملية التغيير الاجتماعي، وهذه النظرة سببت كثيراً من المشكلات وساقت طائفة من شباب الأمة إلى محرقة. مفهوم الشورى والديموقراطية أيضاً من المفاهيم الملتبسة، فكثير من الباحثين يحسبون أن الشورى هي الوجه الآخر للديموقراطية بينما النظرة الدقيقة ترينا أن الشورى تقوم على مقولة التكليف، بينما الديموقراطية تتأسس على مفهوم الحق. ويقع مفهوم العلمانية في السياق ذاته، إذ أن التباس هذا المفهوم حوله إلى مفهوم معبأ بشحنة هجائية، وأصبح وصف العلمانية بعني الإلحاد ومناهضة الدين، بينما نجد أن للعلمانية مفهومها المختلف عندما نواكبه في السياق التاريخي الغربي والمجالات التداولية له، والفضاء الثقافي والاجتماعي والديني الذي تشكل داخله. وهكذا نلاحظ أن مفهوم العلم والدين من المفاهيم الملتبسة كذلك هل العلم من مقولة والدين من مقولة، هذه القضية تعتبر من الجداليات المبكرة التي ظهرت في تاريخ الفكر الديني الحديث. وهكذا فيما يتعلق بحالة الالتباس في مفهومي الأصالة والتأصيل وقضية العلاقة مع الغرب، والعلاقة مع التراث، والعلاقة مع الواقع، وقضية الحريات والحقوق، وقضية التكليف، والحكومة والدولة وغير ذلك. وقد حاول المفكرون في هذه الندوة تغطية هذه المجالات وهذه الحقول من خلال طرح بعض الرؤى المنهجية والأفكار الأولية حولها، كلٌّ ضمن اجتهاده.