يضم هذا الكتاب مجموعة مساهمات مما كتابه صاحب هذا الكتاب في العقد الأخير، كمقدمات لمجلة قضايا إسلامية معاصرة، أو تصدير لبعض المؤلفات المنشورة في سلاسل الكتب الرديفة لقضايا إسلامية معاصرة، أو أوراق مقدمة في ندوات ومؤتمرات. وفي هذه الصفحات يرتسم شيء في ملامح التفكير الذي يسعى المؤلف لإعلائه ومناقشته، قبل طموحه للتبشير به، أو حمل ال...
قراءة الكل
يضم هذا الكتاب مجموعة مساهمات مما كتابه صاحب هذا الكتاب في العقد الأخير، كمقدمات لمجلة قضايا إسلامية معاصرة، أو تصدير لبعض المؤلفات المنشورة في سلاسل الكتب الرديفة لقضايا إسلامية معاصرة، أو أوراق مقدمة في ندوات ومؤتمرات. وفي هذه الصفحات يرتسم شيء في ملامح التفكير الذي يسعى المؤلف لإعلائه ومناقشته، قبل طموحه للتبشير به، أو حمل الغير على الاقتناع به، فهو تفكير يتسلح بالنقد والمراجعة، باعتبار الفكر الحديث، الذي حقق المكاسب الهائلة في العالم، كله فكر نقدي.كذلك يتسلح هذا التفكير بإثارة السؤال، والبحث عن الاستفهامات الحائرة والقلقة والمثيرة؛ لأن تطور الفكر البشري يقترن دائماً بالأسئلة الحرجة والاستفهامات الحائرة. وإن السؤال الجديد يوقد عملية التفكير، ويقحم الذهن في مغامرة البحث في الحقول المهملة أو المجهولة أو الممنوع التفكير بهاز وبذكر المؤلف بأن لا مطامح لما ورد في كتابه هذا سوى الدعوة لإعمال العقل، والتنبيه إلى ضرورة التدبر والنظر بالموروث من المعارف، وإشاعة تقاليد جديدة تهب الجرأة وروح الاقتحام، لمراجعة المخزون من المفاهيم، وغربلة واختبار التراث، وما تركه السلف، وبالتالي التحرر من سطوة مقولات أولئك الذين كانوا يكبحون العقل، ويحرمون على المسلمين الخوض في أية استفهامات لاهوتية، بذريعة "إلجام العوام عن علم الكلام" خلافاً لمنطق الوحي الذي بحث كافة الناس، من دون تمييز بين طبقاتهم ومراتبهم، على: التفكر، والتأمل، والنظر، والتدبر... الخ. وكل ما تحتويه صفحات هذا الكتاب هو مقدمات وتمهيدات تسعى لاجتراح أسئلة، والخلاص من أية سلطة معرفية تعمل على كبح العقل ومحاصرته، بغية الكفّ عن إثارة الاستفهامات وتعطيل التفكير تحت أية ذريعة.