نجحت الصهيونية في تحقيق المعجزة ، في أن تجمع ملايين اليهود من حول العالم إلى قلب العالم ، و أن تربك التاريخ العربي الحديث بما لم يحدث من قبل .. حتى في عصور تشابهت في الضغوط و تماثلت في الشجون .وقد كان السؤال في إسرائيل .. لقد نجحت الصهيونية وجاءت الدولة .. و ماذا بعد ؟ وتوزعت الاجابات .. وكان من أبرزها ذلك الجواب الذي جاء به الم...
قراءة الكل
نجحت الصهيونية في تحقيق المعجزة ، في أن تجمع ملايين اليهود من حول العالم إلى قلب العالم ، و أن تربك التاريخ العربي الحديث بما لم يحدث من قبل .. حتى في عصور تشابهت في الضغوط و تماثلت في الشجون .وقد كان السؤال في إسرائيل .. لقد نجحت الصهيونية وجاءت الدولة .. و ماذا بعد ؟ وتوزعت الاجابات .. وكان من أبرزها ذلك الجواب الذي جاء به المؤرخون الجدد .. إنها نهاية الصهيونية .. وبداية ما بعدها. وعاد السؤال : و ما الذي يمكن أن تكون عليه إسرائيل في مرحلة ما بعد الصهيونية؟ .. واحد من الاحتمالات أن تستأنف إسرائيل مرغمة ولأسباب عديدة الدعوة إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد .. من جديد ، و الثالت أن تتمكن الأصولية اليهودية من الحكم في تل أبيب وتكون ما بعد الصهيونية هي أعلى مراحلة العنصرية !و في كل الأحوال و أيًا كانت أحداث الساعة في اللحظة الراهنة فإننا نواجه واقعًا جديدًا .. هو ذلك التحول من إسرائيل إلى ما بعد إسرائيل.والشاهد أن اليهودية كانت على مر التاريخ في محنة لم تنقطع ، كان التناقض كبيرًا بين الدين والعقل . ثم صار أكبر بين الدين والسياسة .. وفيما حاول الفيلسوف اليهودي الأشهر موسى بن ميمون التوفيق بين العقل والنقل ، جاء اسبينوزا من داخل الدين و انتهى خارجه .. مؤمنًا بالعقل و ناقدًا للنقل .. ولاتزال إسرائيل منقسمة ما بين اسبينوزا وابن ميمون .. فقد أسسها ملحد وحكمها ائتلاف من الملحدين والمتطرفين.