قسم القدماء الشريط الكوني الدائري (وهو 360 درجة) إلى 12 قسماً، أو برجاً، اتساعه 30 درجة، ونظروا الكوكبة التي كانت فيه عند ذلك وسموا البرج باسمها، واتخذوا اسم الكوكبة مما أوحى به لهم شكلها. وتطلع الشمس ويكون موضعها من المشرق في بحر العام برج العقرب مثلاً، فيقال أن الشمس في برج العقرب مثلاً، أو يكون برج السرطان فيقال أن الشمس في ب...
قراءة الكل
قسم القدماء الشريط الكوني الدائري (وهو 360 درجة) إلى 12 قسماً، أو برجاً، اتساعه 30 درجة، ونظروا الكوكبة التي كانت فيه عند ذلك وسموا البرج باسمها، واتخذوا اسم الكوكبة مما أوحى به لهم شكلها. وتطلع الشمس ويكون موضعها من المشرق في بحر العام برج العقرب مثلاً، فيقال أن الشمس في برج العقرب مثلاً، أو يكون برج السرطان فيقال أن الشمس في برج السرطان، وهلم جرا.وانسب في ذلك بالطبع أن الشمس موقعها الظاهر من النجوم، الظاهر للناظر إليها من الأرض، يتغير تبعاً لفصول العام هذا عن علم الأبراج. أما عن التنجيم، فقد كان صناعة بدأت منذ عهد بابل والأكاديميين، وانتقلت إلى الإغريق، وتغيرت عند الأغارقة وتبدلت. نظر البابليون لنجوم السماء فجعلوا منها آلهة، وجعل الأغارقة آلهتهم من البشر رجالاً ونساءً، ولكن من بشر فوق البشر، وانتقلت آلهة البابليين إلى آلهة الإغريق فامتزجت بها فكانت لهم آلهة جمعت ما بين أرض وسماء، والشمس أصل الحياة.فالآلهة، ومساكنها النجوم عندها حظوظ جميع البشر، وهي توزع البشر والخير على أهل الأرض، وبيدها المستقبل جميعه وحياة الناس، من شقاء وإسعاد، تتحكم فيها صورة النجوم التي كانت يوم ميلاد الفرد على هذه الأرض، بل ساعة ميلاده، ومن أهم هذه الصور موقع الشمس من الأبراج في يوم الميلاد. وذهبت دولة التنجيم. ومع هذا بقيت ملايين من الناس، لا تؤمن بالتنجيم، ولكنها تخال أن قد يكون في الطوالع شيء حقيق باستدراك، وإن لم يكن، فلا أقل من قراءة الطوالع في العديد من الصحف، لا سيما الغربية، ففيها كل يوم ما يثير كوامن الآمال، ويقتل الكثير من المخاوف. لا سيما وهذه الصحف عرفت كيف تجمع بين الإبهام الشديد، والحلو الممزوج بالمر. وقد يصادف القارئ بعد ذلك مر أو حلو قد تنبأوا به، وكم تحلو من الخرافة عند بعض الحكماء. وهذا الكتاب يأخذ القارئ إلى ذاك العالم عالم الأبراج والتنبؤات قيماً المجال له لاستقراء برجه وصفاته وبالتالي معرفة شخصيته وبعضاً ما حاضرها وكثيراً من ماضيه وشيئاً عن مستقبله.