شهد القرن العشرون العصر الذهبي الثاني للشعر العربي بعد العصر العباسي، وارتفعت فيه قامات عدد من الشعراء الذين يطاولون عماليق الإبداع في الآداب العالمية كلّها، لكن المشهد الشعري في نهاية القرن-على منجزاته العظمى-تحوطه الغيوم مثلما كانت تنوشه في بدايته، والباحث في كتابه هذا يحاول تبديد هذه الغيوم عبر اجتراح مسالك جديدة وجريئة في فت...
قراءة الكل
شهد القرن العشرون العصر الذهبي الثاني للشعر العربي بعد العصر العباسي، وارتفعت فيه قامات عدد من الشعراء الذين يطاولون عماليق الإبداع في الآداب العالمية كلّها، لكن المشهد الشعري في نهاية القرن-على منجزاته العظمى-تحوطه الغيوم مثلما كانت تنوشه في بدايته، والباحث في كتابه هذا يحاول تبديد هذه الغيوم عبر اجتراح مسالك جديدة وجريئة في فتح قنوات التواصل الجمالي مع الجمهور؛ لأن الشعر هو الذي يحمل جينات الروح العربي الوراثية، وهو الذي يجد في اللغة ويضمن لها البقاء، واللغة هي بنك الذكاء القومي، والشعر في نهاية الأمر هو جوهر الفنون ولا بد أن يتوهج بازدهارها-ولهذه الغاية كان وقوف الباحث على أهم ظواهر الشعر العربي اللافتة وتحولاته الكبيرة في القرن العشرين، وذلك لاستشراق آفاق الشعرية في القرن الجديد ولاستبانة موقعنا فيه من منظور تاريخي وتقني في الآن ذاته. راصداً لها لتلك الغاية مظاهر التحول في الشعر العربي من خلال: سرعة الإيقاع وتحول الوظائف وذلك على ضوء أعمال شعرية لشعراء مثلوا دور الريادة في هذا المجال.