هذه هي الحلقةُ الثالثةُ من سلسلة (قبسات تاريخية) التي اقتبسها المؤلف من التاريخ الإسلامي، وصاعها ونسق بينها، وقدمها للمسلمين في هذا العصر؛ تابع فيها قصة كل كتابٍ أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ورصد موقف الملك أو الحاكم المرسلِ إليه من الكتاب، وماذا كانت نتيجةُ تلك المكاتبة.وهدفه من هذا الكتاب أن يقدم للقراءِ الكرام صوراً جها...
قراءة الكل
هذه هي الحلقةُ الثالثةُ من سلسلة (قبسات تاريخية) التي اقتبسها المؤلف من التاريخ الإسلامي، وصاعها ونسق بينها، وقدمها للمسلمين في هذا العصر؛ تابع فيها قصة كل كتابٍ أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ورصد موقف الملك أو الحاكم المرسلِ إليه من الكتاب، وماذا كانت نتيجةُ تلك المكاتبة.وهدفه من هذا الكتاب أن يقدم للقراءِ الكرام صوراً جهاديةً مشرقةً للصحابة المجاهدين رضي الله عنهم، قاموا فيها بعملياتٍ جهادية رائدة، كانوا فيها مُجاهدين في سبيلِ الله، ومنفذين للتوجيهاتِ الجهادية في الكتاب والسنّة، ومقتدين برسولهم المجاهد صلى الله عليه وسلم؛ وخصص هذا الكتاب لجهاد الثُّبات والمجموعات زمنَ الصحابة رضوان الله عنهم، حيث عرض فيه عشرَ صورٍ من جهاد الصحابة، زمنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلُّ واحدةٍ منها تسجيلٌ لعمليةٍ جهادية فريدة، قامتْ بها مجموعةٌ مجاهدةٌ من الصحابة، شكَّلَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ووجَّهها نحو هدِفها الجهادي، وقد فصل القولَ في كلِّ عملية جهادية، من بدايةِ تشكيلِ المجموعةِ المجاهدة، إلى سيرها نحو هدفها، وعودِتها بعدَ القيام بعمليتها الجهادية، وأخذ تفاصيل تلك العمليات الجهادية الخاصة من المصادرِ التاريخية الصحيحة، ككتب الحديث والسيرة والتاريخ.والصورُ الجهادية التي عرضها هي: مجموعةُ عبد الله بن جحش رضي الله عنهم تقتلُ أولَ مشركٍ في الشهرِ الحرام، مجموعةُ محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنهم تقتلُ زعيمَ الغدرِ اليهودي كعب بن الأشرف، مجموعةُ عبد الله بن عتيك رضي الله عنهم تقتلُ زعيمَ يهودِ خيبر سلاّم ابن أبي الحُقَيق - أبا رافع - وكان قتْلُه في أواخرِ السنةِ الخامسة من الهجرة، بسبب جرائمه العديدة ضدَّ الإسلام والمسلمين، مجموعةُ أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم: وقد وجَّهها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في أواخر السنة الخامسة من الهجرة، في مهمةٍ جهاديةٍ إلى منطقة (سيف البحر) على شاطئ البحر الأحمر، ولم تلقَ المجموعةُ عدواً، ولم تُنشبْ هناك قتالاً، ولكنَّ أفراد المجموعة جاعوا جوعاً شديداً، فأكرمهم الله بحوتٍ عظيم عجيب، هو حوتُ العنبر، عبدُ الله بن أنيس الأنصاري رضي الله عنهم يقوم وحده بعمليةٍ جهادية عجيبة، حيث وجَّهه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، في محرم من السنة السادسة للهجرة، لقتل زعيم الكفار سفيان بن خالد الهُذَلي.مجموعةُ "محمد بن مسلمة الأنصاري" رضي الله عنهم تأسرُ ثُمامةَ بن أُثال الحنفي، سيد بني حنيفة، وزعيم اليمامة، وكان ذلك في محرم من السنة السادسة للهجرة، عمرو بن أُمية الضَّمري رضي الله عنه يوفدُه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال من السنة السادسة للهجرة لمحاولةِ إغتيال أبي سفيان في مكة، سلمةُ بن الأكوع رضي الله عنه يقومُ وحده بعملية جهادية رائعة فريدة، معروفةٌ في السيرة بغزوةِ ذي قَرَد، وذلك في ذي الحجة من السنة السادسة للهجرة، وقد واجَهَ وحده جيشاً من المشركين، وطاردَهم يوماً كاملاً، ونجح في إستخلاص وإستعادةِ كلِّ ما سلبوه من المسلمين، من سرحٍ وماشية ومتاع!.كذلك مجموعةُ أبي بصير- عُتبةُ بن أُسيد الثقفي - رضي الله عنهم تنجحُ في مواجهة وإرهاب قريش، وإنهاك وإضعاف إقتصادها، مجموعةُ فيروز الديلمي رضي الله عنه في صنعاء تنجحُ في قتل المتنبئ الكذاب الأسود العَنْسِي - عَبْهَلَةُ بنُ كعب - وتقضي على فتنته في اليمن، وتُعيدُ اليمن إلى الإسلام، وذلك قبل يومٍ وليلة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.