يقول إبراهيم الكوني في معرض حديثه عن لغز الطوارق الذي هو بحث مستمد عنه أنه وفي الأجزاء الأربعة التي جاءت تحت عنوان "بيان في لغة اللاهوت" طاف الكوني الأوطان للوقوف على سرّ الأمكنة، تاركاً بوابات التاريخ لاستجلاء الطلسم في أسماء الآلهة، وارتاد جزائر البحور نابشاً أساطير الأجيال لاستكشاف قوانين اللسان المنسي الذي أطلق عليه عن جدارة...
قراءة الكل
يقول إبراهيم الكوني في معرض حديثه عن لغز الطوارق الذي هو بحث مستمد عنه أنه وفي الأجزاء الأربعة التي جاءت تحت عنوان "بيان في لغة اللاهوت" طاف الكوني الأوطان للوقوف على سرّ الأمكنة، تاركاً بوابات التاريخ لاستجلاء الطلسم في أسماء الآلهة، وارتاد جزائر البحور نابشاً أساطير الأجيال لاستكشاف قوانين اللسان المنسي الذي أطلق عليه عن جدارة "اللسان البدئي" والذي لم يكن ليكشف له عن نفسه لولا وجوده حياً في لسان قبيلة ميتة أو هي على وشك الموت، كما هو الحال مع لسان طوارق الصحراء الكبرى الذين وإن هددتهم العزلة وقساوة الطبيعة بالانقراض على مرّ العصور؛ إلا أن لهذه العزلة بالذات يرجع الفضل في فوزه اليوم بذلك الكنز النفيس الذي كان هاجس الإنسانية دائماً في بحثها الدائم عن سرّ اللسان المجهول الذي انبثقت منه بقية الألسن الحيّة منها والميتة، على حد سواء. وعلّ المتتبع للأجزاء الأربعة السالفة في البيان سيشهد لها بذلك ومن أهم شواهد هذا الدهاء هو ابتسار الكلم إلى حدّ جعل مما يُحسب اليوم جملة كاملة في اللسان المؤسس لتجربة الوعي في بعدها الديني، فصار هذه السرّ من أبلغ الأسرار التي غابت عن الدهاة وضللت الحكماء عن حقيقة لغة العالم الأصلية.