تولى هذا البحث الكشف عن إحدى النظريات الكبرى التي تتشكل منها المنظومة المنهجية الأصولية في الإسلام. وهي نظرية ينضوي تحتها وينبع منها عدد كبير من المبادئ والقواعد التي وجهت التفكير الإسلامي. وهذه النظرية نبتت بذورها الأولى في ذهني منذ أكثر من عشر سنين. وبقيت طيلة هذه المدة تنمو وتترعرع، وتتأصل وتتفرع، وتنكشف لي معالمها وآثارها.وب...
قراءة الكل
تولى هذا البحث الكشف عن إحدى النظريات الكبرى التي تتشكل منها المنظومة المنهجية الأصولية في الإسلام. وهي نظرية ينضوي تحتها وينبع منها عدد كبير من المبادئ والقواعد التي وجهت التفكير الإسلامي. وهذه النظرية نبتت بذورها الأولى في ذهني منذ أكثر من عشر سنين. وبقيت طيلة هذه المدة تنمو وتترعرع، وتتأصل وتتفرع، وتنكشف لي معالمها وآثارها.وبالرغم من أني لا أستطيع أن أدفع عن نفسي الاعتقاد بأن هذه النظرية هي نظرية جديدة، من حيث اكتشافها، والكشف عنها كاملة، ومن حيث تأصيلها عقليًا ونقليًا، ومن حيث وضع ضوابطها، ورفع إشكالاتها، بالرغم من هذا، فإني لا أنكر أن بعض الكلمات المضيئة لبعض علمائنا كانت حاسمة عندي في التنبيه على هذه النظرية، وأخص بالذكر منهم الأئمة: ابن عبد البر، وابن عبد السلام، والقرافي، والشاطبي، رحمهم الله تعالى.وقد عرضت هذه النظرية، وبسطت مسائلها عبر المراحل الآتية: [المدخل: وقد خصصته لتقديم فكرة مختصر عن هذه النظرية، الباب الأول: وقد عرضت فيه التطبيقات التي يتمثل فيها العمل بنظرية التقريب والتغليب. وأكثر ما جرى فيه العمل بالتقريب والتغليب، الباب الثاني: وهو الباب الذي أوليته أكبر عناية، باعتباره عندي أهم إنجاز في هذا البحث. وقد قمت فيه بتأصيل النظرية، ويتمثل هذا التأصيل في ثلاثة جوانب هي: أدلة النظرية، إشكالات النظرية، ضوابط النظرية، الباب الثالث: وقد قدمت فيه تطبيقات جديدة لنظرية التقريب والتغليب].