لدراسات المكتوبة باللغة العربية والمتعلقة بالجماليات في الآداب والفنون، قليلة جدا وحتى المترجم منها من لغات أخرى اقل، بل نكاد نزعم أن معظم ما هو مكتوب بلغتنا بغرض التنظير لآدابنا وفنوننا منقول عن لغات أخرى ومليء بالاشارات إلى النظريات الغربية التي سبقتنا في هذا المجال، وهذا يجعل أي قارئ مهتم بهذا المجال يبدي سعادة بالغة عند العث...
قراءة الكل
لدراسات المكتوبة باللغة العربية والمتعلقة بالجماليات في الآداب والفنون، قليلة جدا وحتى المترجم منها من لغات أخرى اقل، بل نكاد نزعم أن معظم ما هو مكتوب بلغتنا بغرض التنظير لآدابنا وفنوننا منقول عن لغات أخرى ومليء بالاشارات إلى النظريات الغربية التي سبقتنا في هذا المجال، وهذا يجعل أي قارئ مهتم بهذا المجال يبدي سعادة بالغة عند العثور على أحد المؤلفات أو حتى المترجمات التي تتعامل مع هذا الجانب المهم والضروري للتعامل مع الجمال في الفن والآداب.من هنا يمكن أن نشير إلى أن كتاب «التفضيل الجمالي» لمؤلفه الدكتور شاكر عبد الحميد، والصادر عن سلسلة «عالم المعرفة» بالكويت، يعتبر أحد تلك الكتب التي تلفت النظر مجددا إلى أهمية التركيز على هذا الجانب من الدراسات، ويعتبر إضافة مهمة إلى المكتبة العربية تضاف إلى رصيد المؤلف الذي لم يتوقف عند دوره كأستاذ جامعي بل تعداه إلى ممارسة النقد، الفني منه بشكل خاص، وقدم خلال هذا الدور العديد من الدراسات التي تتعامل مع التذوق الفني من منظور جمالي محدد.إضافة إلى أن هذه الدراسة تتخذ من المنظور النفسي متكأ لها للبحث في علاقة «الجمال» الفني بالمتلقي، ومدى تأثير الحالة النفسية في تلقي الفن وتأثير الفن في الحالة النفسية للملتقين، لأن عملية التفضيل الجمالي هي عملية وسطى تتدخل في عملية التذوق جميعا، سواء تلك التي يمارسها المتذوق المتمهل التي يقوم بها عشاق الفن عند رؤيتهم لشكل جمالي ما، أو عملية التذوق العابر التي يقوم بها المتلقي أثناء ممارسته لحياته اليومية، ولذا فهي دراسة تعتبر جديدة وجديرة بالإشادة.يقع كتاب «التفضيل الجمالي ـ دراسة في سيكولوجية التذوق الفني» في 464 صفحة وينقسم إلى مقدمة وثلاثة عشر فصلا لكل منها عنوان مستقل إضافة إلى ملحق الصور والهوامش.