هناك أسئلة كثيرة في ذهن الكاتب حول الأسباب الكافة وراء الأوضاع المتقهقرة في العالم العربي فهو يقول بأن الألفية الثالثة حلّت على العرب قبل عشر سنوات، ومن الواضح أن هذه الألفية فاجأتهم وأدهشتهم وربما أخافتهم...ومردّ ذلك بالنسبة له في كون هذه الألفية قد هجمت عليهم هجوماً ثقافياً ومعلوماتياً وتكنولوجياً، فحملت لهم كمّاً من الإنجازات...
قراءة الكل
هناك أسئلة كثيرة في ذهن الكاتب حول الأسباب الكافة وراء الأوضاع المتقهقرة في العالم العربي فهو يقول بأن الألفية الثالثة حلّت على العرب قبل عشر سنوات، ومن الواضح أن هذه الألفية فاجأتهم وأدهشتهم وربما أخافتهم...ومردّ ذلك بالنسبة له في كون هذه الألفية قد هجمت عليهم هجوماً ثقافياً ومعلوماتياً وتكنولوجياً، فحملت لهم كمّاً من الإنجازات الإبداعية البشرية ما لم تحمله قرون سابقة، وأخبرتهم بمدى التخلف والجهل والفقر الذي هم فيه.وأمام هذا الواقع، يطرح الكاتب مجموعة من الأسئلة يحاول ومن خلال الإجابة عليها لعب دور من يوقظ العرب من إغفاءاتهم للوقوف وجهاً لوجه أمام أنفسهم وعثراتهم وأسبابها، كما وأوضاعهم المتردية ضمن المنظومة الدولية في محاولة لإصلاح ما أفسده جهلهم وعدم إختيارهم لما يعينهم على دخول عالم الألفية الثالثة ضمن أساليب وأطر سليمة تشمل المجالات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية أولاً العقدية.والكاتب إلى هذا يطلق على حالة العرب المتقهقرة الإرتكاسية عبارة الإنسداد التاريخي في العالم العربي، أو فشل الإنفتاح والتنوير فيه، يعيد الكاتب أسباب الإنسداد، وبالتالي عوامل الإنفتاح بالحرية الفكرية التامة، التي متى حضرت حضر الإنفتاح، ومتى غابت وحلت محلها الحقيقة المطلقة الواحدة، والعقيدة الحقيقية الواحدة، والرأي الواحد، واللون الواحد... كل هذا إنما يقود إلى الإنسداد التاريخي الذي يعاني منه الإنسان في العالم العربي.من هنا، يحاول الكاتب وبعد شرحه وبإسهاب لهذه الأسباب الكامنة وراء الإنسداد التاريخي وفشل التنوير العربي، يشرح بالتالي كيفية الإمكان أن يتم الإنفراج من هذا الإنسداد، إلى جانب ذلك يطرح الكاتب ظاهرة هي من الأهمية بمكان والتي أطلق عليها "إختطاف الإسلام" حيث من الملاحظ أن الإسلام بداية القرن الحادي والعشرين قد اختطف، وأصبح مطيّة من قبل دعاة وجماعات "الإسلام السياسي"، الذين أرادوا "تسبيس الإسلام" لخدمة أغراضهم والوصول إلى السلطة، والذين هم بذلك قد وقفوا بموازاة العسكر تارياً في العالم العربي، التي اختطفت السلطة وما زال الكثير منها في هذه السلطة.وفي باب الإسلام المختطف ناقش الكتاب كيف تم إختطاف الإسلام في العناوين التاليةك فقهاء الأنوار وفقهاء الإجترار، عودة الوعي الديني وتقدم الليبرالية، "الإخوان المسلمون" من العزاء إلى البلاء، الإسلام السياسي ومعضلة الأصولية، الإسلام والعقل في معركة الأفكار، علاج الإرهاب في (ثلاثة فناجين من الشاي).إضافة لذلك يطرح الكاتب مواضيع أخرى للنقاش وهي: سبب منع المتاجرة بالشعارات الدينية، منها ما قامت به مصر من منع شعار "الإسلام هو الحل" في الإنتخابات التشريعية التي جرت في عام 2010، كما طرح الكاتب أسئلة متعددة أجاب عليها، من هذه الأسئلة: لماذا العلمانية؟ وكما وأسئلة اخرى وإجابات حول الدين والعلمانية وهو يؤكد، وفي فاتحة الألفية الثالثة، أن العربي - كباقي شعوب الأرض - هم بحاجة إلى آباء سياسيين مؤسسين لتحقيق الحداثة، والليبرالية، فكلتاهما، وكما يرى، مطروحتان على قارعة الطريق وبحاجة لمن يحبها.
