اقرئي يا بلادي

عزيزي المُمْسِك بالكتاب، الذي بين يَدَيْكَ الآن، من فوق رفٍّ بمكتبة، أو المتناول إيَّاه من على رصيف في شارع... أنا مَدينٌ لك باعتذار وبتوضيح!فأمَّا الاعتذار، فهو عن العنوان المتجهِّم الذي قد يُحيلك إلى ذكريات الكُتُب المدرسية. لكنه الوحيد المناسب. فهذا كتاب سيجيبك على أسئلة من عيِّنة: متى غَنَّينا وحوي يا وحوي لأول مرة؟ ولمن هتفنا يا عزيز يا عزيز كُبَّة تاخُد الإنجليز؟ وماذا نقصد بـ الله حي عباس جي، ويا سلام سلم الحيطة بتتكلم؟ وكيف تم اكتشاف الأكسجين والكهرباء والبنسلين واختراع الووكمان والتكييف وغسالة الأطباق؟ وكيف تصدَّت السويس للهكسوس والمنوفية للبيزنطيين وقنا للفرنسيين؟ وما حكاية بومة الخليفة المأمون وخرافة تفاحة نيوتن وبقرة ابن سينا واعتقال بيكاسو وحمار الجزيرة وصَمَم إديسون ومَغَص قلاوون وجنازة موتسارت وتنكر هارون الرشيد ومجاعة تشرشل وقراصيا العزيز بالله وهرطقة جاليليو وبرقية الخديوي إسماعيل وضفدع جالفاني وبيضة عرابي ونبوءة توين؟ وماذا عن الفيلسوف الإسكندر الأكبر، والشاعر محمد الفاتح، والباحث الجغرافي نابليون؟ وكيف تحولت مسرحيات شكسبير إلى زجاجات عِطْر، والجَزَر من خُضار إلى فاكهة؟... هذا كتاب يدعوك للقراءة الممتعة... فلا يَغُرَّنَّك العنوان يا عزيزي. إنه ليس فِعْل أمر، بل هو فِعْل تَوَسُّل، أو هو فِعْل تَسَوُّل!وأمَّا التوضيح، فهو بشأن سعر الكتاب. الكتاب يُباع بسبعة جنيهات فقط لا غير. يعني أقل من دولار واحد بسعر السوق السوداء وقت كتابتي. فأرجوك لا تأخذ الكتاب بجريرة تسعيري! ولا يعتريك الشك في جَوْدَة مُحتواه! فقد ادَّخَرْتُ مَبْلغًا، وطبعْته على نفقتي، وتنازَلْتُ عن حصَّتي كمؤلف، وناشِر، وأبقيْتُ على حصَّة المُوزِّع الذي تقف أمامه أنت الآن... فإن استرخصْتَ الكتاب، فاشترِ نسختين! اقرأ إحداهما، واهْدِ الأخرى لصديق لا يقرأ... فتقرأ بلادك وبلادي!