هدت مصر خلال الستينات صراعا ضاريا على السلطة أطلق عليه البعض اسم " صراع الديناصورات" فقد كان طرفا الصراع عملاقين شديدى القوة والبأس هما جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية الذى كان يستند على سلطته المستمدة من الشرعية الدستورية والمشير عبد الحكيم عامر الذى كان يستند على سلطته المستمدة من القوات المسلحة. وكان الأمر الذى يدعو إلى الدهشة...
قراءة الكل
هدت مصر خلال الستينات صراعا ضاريا على السلطة أطلق عليه البعض اسم " صراع الديناصورات" فقد كان طرفا الصراع عملاقين شديدى القوة والبأس هما جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية الذى كان يستند على سلطته المستمدة من الشرعية الدستورية والمشير عبد الحكيم عامر الذى كان يستند على سلطته المستمدة من القوات المسلحة. وكان الأمر الذى يدعو إلى الدهشة والعجب أن عبد الناصر هو الذى رشح عبد الحكيم عامر عندما كان برتبة الرائد ليتولى القيادة العامة للقوات المسلحة على أن يمنح رتبة اللواء ليقفز بذلك أربع رتب دفعة واحدة. ورغم الاعتراضات العنيفة التى واجهها عبد الناصر من ناحية اللواء محمد نجيب ومن بعض زملائه أعضاء مجلس قيادة الثورة فإنه استمر يعرض اقتراحه فى صبر وإلحاح عجيبين حتى نجح فى النهاية فى تحقيق رئيسا للجمهورية بعد إلغاء الملكية فى 18 يونيو 1953 هو الأمر الجمهورى رقم 1 بتعيين الرائد عبد الحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة على ان يمنح رتبة اللواء.وعلى الرغم من إدراك عبد الناصر أنه كان بالخدمة فى القوات المسلحة وقتئذ قادة أكفاء كانت مدة خدمة بعضهم فى الجيش تتجاوز عمر عبد الحكيم الذى كان فى ذلك الوقت فى بداية الثلاثينات من عمره إلا أنه كان مصر على تعيينه لا بحكم كفاءته العسكرية أو حرصا منه على الصالح العام ولكن لاعتبار واحد فقط وهو أن عبد الحكيم كان أخلص الأصدقاء وأقرب الزملاء إلى قلبه فى مجلس قيادة الثورة وكان هذا يعنى ولاء القوات المسلحة ل عبد الناصر وتدعيمها لمركزه مما يتيح له الفرصة للسيطرة التامة على الشئون السياسية فى مصر دون زملائه من أعضاء مجلس قيادة الثورة تمهيدا لتنفيذ المخطط الذى رسمه فى دقة ومهارة منذ بداية الثورة وهو التخلص من زملائه جميعا والانفراد وحده بالنفوذ والقوة والسلطان.