مثلما حمل عصر النهضة الأوروبية العنف، نتيجة استغلال الطبقة العاملة، وشيوع خطف الأطفال والنساء، لاستغلالهم في العمل، حمل العصر الراهن الإرهاب كظاهرة من ظواهر عصر العولمة، مستلهما النهضة العلمية التي يشهدها العالم، كرد فعل لتفشي الاضطهاد الاقتصادي والفكري والسياسي والديني والهيمنة على الشعوب ونهب ثرواتها. وبسبب تطور وسائل التدمير ...
قراءة الكل
مثلما حمل عصر النهضة الأوروبية العنف، نتيجة استغلال الطبقة العاملة، وشيوع خطف الأطفال والنساء، لاستغلالهم في العمل، حمل العصر الراهن الإرهاب كظاهرة من ظواهر عصر العولمة، مستلهما النهضة العلمية التي يشهدها العالم، كرد فعل لتفشي الاضطهاد الاقتصادي والفكري والسياسي والديني والهيمنة على الشعوب ونهب ثرواتها. وبسبب تطور وسائل التدمير والقتل، تطورت معها وسائل العنف المسلح. ويعد الإرهاب أحد أنواع العنف المسلح وأكثرها شيوعا. ويندر أن توجد دولة في هذا العالم تخلو من منظمات العنف السياسي، لهذا فقد أصبح العنف السياسي ظاهرة دولية استمدت جذورها منذ أغوار سحيقة من التاريخ الإنساني، ونشأت بنشوء الدولة واستمرت باستمرارها. فنشأ إرهاب الدولة ضد مواطنيها، الذي أطلق عليه اسم إرهاب الأقوياء، وإرهاب الأفراد ضد سلطات الدولة الذي أطلق عليه اسم إرهاب الضعفاء. وتمتد جذور الإرهاب السائد في الوقت الحاضر، إلى الدول الأوروبية على الصعيد الداخلي في الصراع بين الدولة وبين مجموعات مسلحة، ثم انتقل إلى الصعيد الدولي عندما تأسست الشركات والمنظمات الاستعمارية التي كانت تجوب العالم لاحتلال الأقاليم واستيطانها واضطهاد سكانها الأصليين.