في ظل ضغوط العالم المتنامية، والمشكلات التي أصبحت لا تقوى على مواجهتها النفس البشرية بمفردها أصبحت الحاجة ماسة لخدمات الإرشاد الاجتماعي، لذا فقد انتبهت العديد من المؤسسات الاجتماعية إلى أهمية الاستعانة بالمتخصصين لتلبية هذا المطلب المجتمعي، ولم يعد الإرشاد مجرد خدمة يقدمها شخص لآخر باجتهاد شخصي بل اتخذ الإرشاد الاجتماعي شكلا منه...
قراءة الكل
في ظل ضغوط العالم المتنامية، والمشكلات التي أصبحت لا تقوى على مواجهتها النفس البشرية بمفردها أصبحت الحاجة ماسة لخدمات الإرشاد الاجتماعي، لذا فقد انتبهت العديد من المؤسسات الاجتماعية إلى أهمية الاستعانة بالمتخصصين لتلبية هذا المطلب المجتمعي، ولم يعد الإرشاد مجرد خدمة يقدمها شخص لآخر باجتهاد شخصي بل اتخذ الإرشاد الاجتماعي شكلا منهجياً منظما من خلال اعتماده كبرنامج تعليمي في العديد من الجامعات التي حرصت على مواكبة التطورات والتغيرات المتلاحقة، لتنهض بأبنائها من خلال توظيف إمكاناتهم التوظيف الأمثل، وتعينهم للقيام بدورهم المهني والريادي الذي ينتظره المجتمع من الجميع، ولكون الإرشاد الاجتماعي يحتاج إلى ممارسة تطبيقية، لأنه مزيج من المعرفة النظرية والعملية فهو يتطلب شخصا مهنيا ذا مهارات متنوعة شخصية ومهنية، وملم بأساليب الإرشاد الاجتماعي وفنياته ونظرياته العلمية وبرامجه ليتمكن من مساعدة المسترشدين وفق أسس علمية مدروسة، وبما يحقق المساعدة المتخصصة.لذا فقد جاء الكتاب الحالي لتحقيق عدة أهداف أهمها:1. تزويد طلاب الجامعات التي تُعنى بتقديم المعرفة المتخصصة في الإرشاد الاجتماعي بأسس ومبادئ وأهداف وتطبيقات الإرشاد الاجتماعي العملية.2. تمكين المرشدين الاجتماعيين من تطبيق المبادئ الأخلاقية للإرشاد الاجتماعي بصورة إجرائية.3. تعريف المرشدين الاجتماعيين والدارسين وجميع المهتمين بأهم مجالات الإرشاد لإدراك طبيعتها وأهدافها والتعرف على أهم خدماتها بأسلوب منهجي.4. مساعدة الدارسين وجميع المهتمين على تصميم وبناء برامج الإرشاد الاجتماعي، وفق مراحل محددة وتزويدهم بأهم المهارات اللازمة التي تمكنهم من التغلب على معوقات البرنامج الإرشادي.5. شرح مفصل لنظريات الإرشاد والأسس الفنية لحل المشكلات لتمكين المرشدين الاجتماعيين من توظيف النظريات العلمية واستخدام الأساليب الفنية الملائمة للمسترشدين مع تنوع خصائصهم ومشكلاتهم.6. مساعدة المرشدين الاجتماعيين على التعرف على أدوات جمع البيانات والمعلومات وشرحها بأسلوب إجرائي يمكنهم من حسن استخدامها لجمع المعلومات للحالات الإرشادية ويسهم في قياس عائد البرامج الإرشادية المقدمة7. مناقشة نماذج وتطبيقات عملية لبرامج الإرشاد الاجتماعي لتمكين العاملين في مجال الإرشاد الاجتماعي من إدراك الفروق الأساسية بين الإرشاد الاجتماعي وغيرها من البرامج الأخرىولتحقيق الأهداف السابق الإشارة إليها فقد بذل المؤلفان الجهد المناسب في الاطلاع على المؤلفات العلمية في مجال الإرشاد الاجتماعي بالإضافة إلى مراجع الإرشاد النفسي، والمراجع المتصلة بمجالات الإرشاد المتنوعة للاسترشاد بها في موضعها، والمدقق لمحتويات الكتاب يلحظ أن عرض الموضوعات جاء بطريقة إجرائية كلما سنحت الفرصة بذلك حرصاًّ على تدعيم الجانب التطبيقي للإرشاد الاجتماعي والذي يسهم في تنمية الإدراك المهني بكيفية توظيف المعرفة المكتسبة في دراسة القضايا والظواهر والمشكلات ذات الارتباط بمجال الإرشاد الاجتماعي.وقد جاء كتاب الإرشاد الاجتماعي في ستة فصول، حاول كل فصل منها تغطية موضوع هام من موضوعات الإرشاد الاجتماعي على النحو التالي:تناول الفصل الأول عدة موضوعات: عوامل نشوء الإرشاد الاجتماعي، نشأة الإرشاد الاجتماعي كممارسة علمية ومهنية متخصصة، مفهوم الإرشاد الاجتماعي، أهمية الإرشاد الاجتماعي، أهداف الإرشاد الاجتماعي، مبادئ الإرشاد الاجتماعي، العلوم المتصلة بالإرشاد الاجتماعي.وتناول الفصل الثاني نظريات الإرشاد الاجتماعي والأساليب الفنية لحل المشكلات على النحو التالي: الإرشاد السلوكي-المعرفي نظرية الدور، العلاج العقلاني الانفعالي، العلاج بالمعنى، العلاج بالواقع، السوشي ودراما.بينما خصص الفصل الثالث لأدوات جمع المعلومات للحالات الإرشادية: دراسة الحالة، المقابلة، الملاحظة، مؤتمر الحالة، الاستبيانات، المقاييس.وقد تناول الفصل الرابع مجالات الإرشاد الاجتماعي وتشمل: الإرشاد الأسري، والزواجي، الإرشاد الأخلاقي، إرشاد الأطفال، الإرشاد المدرسي، الإرشاد المهني.بينما خصص الفصل الخامس للبرنامج الإرشادي حيث اشتمل على الموضوعات التالية: تعريف برنامج الإرشاد الاجتماعي، أسس بناء برامج الإرشاد الاجتماعي، فلسفة برامج الإرشاد الاجتماعي، خصائص برامج الإرشاد الاجتماعي، تصنيفات برامج الإرشاد الاجتماعي، مصادر بناء برنامج الإرشاد الاجتماعي، مراحل بناء البرامج الإرشادية، معوقات برامج الإرشاد الاجتماعي، المرشد الاجتماعي (المتطلبات الشخصية لعمل المرشد الاجتماعي-المهارات –العلاقة الإرشادية).وقد أفرد الفصل السادس للنماذج والتطبيقات العملية للبرامج الإرشادية وقد تضمن النماذج التالية:- برنامج الإرشاد بالمعنى في تخفيف حدة الفراغ الوجودي والقلق الوجودي لدى عينة من المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية.- فاعلية برنامج إرشادي عقلاني انفعالي في خفض السلوك الفوضوي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية بمنطقة جازان التعليمية.- فعالية برنامج تدريبي لتنمية المهارات الاجتماعية للأطفال الموهوبين ذوي المشكلات السلوكية المدرسية.- فعالية برنامج إرشاد جمعي في تنمية مفهوم الذات الأكاديمي لذوى صعوبات التعلم الأكاديمية.ويرى المؤلفان أن هذا المرجع ينسجم مع معظم الخطط الحديثة التطورية التي تستهدف إعداد متخصص في الإرشاد الاجتماعي على درجة عالية من الكفاءة والمهارة المطلوبة في ظل مجتمع المعرفة المتجددة.