لم تأت فكرة هذا الكتاب بعد رحيل محمد عبد الوهاب مباشرة- وإن كتب بعد رحيله- إذ كنت أعد له من زمن طويل، وبمعاونة عبد الوهاب نفسه، الذي كان كريماً معي فخصني بعديد من التصريحات، وسجل معي عديداً من التسجيلات عن حياته وفنه، وعاونني كثيراً لاخراج هذا العمل أثناء حياته.وأستطيع أن أقول إن الاتصال بيني وبين الفنان الكبير لم يتوقف حتي يوم ...
قراءة الكل
لم تأت فكرة هذا الكتاب بعد رحيل محمد عبد الوهاب مباشرة- وإن كتب بعد رحيله- إذ كنت أعد له من زمن طويل، وبمعاونة عبد الوهاب نفسه، الذي كان كريماً معي فخصني بعديد من التصريحات، وسجل معي عديداً من التسجيلات عن حياته وفنه، وعاونني كثيراً لاخراج هذا العمل أثناء حياته.وأستطيع أن أقول إن الاتصال بيني وبين الفنان الكبير لم يتوقف حتي يوم الرحيل، سواء أكان ذلك من خلال الاتصال التليفوني أو اللقاء المباشر أو النقد المحبب لما أقدمه في برنامج "مع الموسيقي العربية".لأن المكتبة العربية تفتقد مثل هذا الكتاب الذي يتعامل مع عبد الوهاب من منطلق علمي، وبموضوعية تستهدف الوصول إلي الحقيقة في هذا المجال ولأن حياة عبد الوهاب امتدت إلي حوالي قرن من الزمان، كان من الصعب علي أن يتضمن هذا الكتاب كل تفصيلة من تفصيلات حياته سواء منها ما يتصل بالموسيقي والغناء أو بحياته الخاصة، من هنا، فقد اهتمت بالتوقف عند المراحل الهامة من حياته بدءاً من المؤثرات الأولي وحتي آخر ما لحن وغنى "من غير ليه".وبين البداية والنهاية أشرت إلي العديد من مراحل تطوره الفني وظروف لقاء السحاب مع أم كلثوم وانتهاء بتقدير الدولة.. والدول العربية والهيئات المهتمة بالموسيقي والغناء لما قدمه من ابداع طوال حياته، كما لم نغفل عديداً من المواقف والأحداث الاجتماعية والفنية أرفقناها خلال الملاحق التي أثبتناها في نهاية الكتاب.وكما أشرت إلي المراحل الايجابية، أشرت- أيضاً- إلي رأى النقاد في بعض المواقف السلبية ولذلك رصدت درجات تأثره بغيره إلي حد الاقتباس- كما أكد الكثير أثناء حياته- وهو ما استطاع أن يتغلب عليه بدبلوماسيته وأسلوبه الدمث ورقة عباراته المعروف بها.وقد أثار اهتمامنا ودهشتنا عدة أشياء منها، انه رغم نشأته الدينية، فإنه يلاحظ قلة الإنتاج الديني في أعماله علي العكس من أم كلثوم والسنباطي، كذلك امتدت دهشتنا إلي قصوره الشديد في مجال تلحينه للمسرح الغنائي حيث لم نر ما يثبت أنه سعى إلي إنهاء تلحين أوبريت "مجنون ليلي"، وقد كان عبد الوهاب بالقطع قادراً علي ذلك.