الحق أنه ما من فلسفة تربية، قديمة أو حديثة إلا ولها تصورها الخاص الفلسفي الكلي العام فيما يتصل بالوجود والإنسان وما يتصل بهذا وذاك من عمليات خلق والعلاقة بين الخالق والمخلوق والمعرفة والأخلاق. ومن هنا وقع الاختيار علي الأستاذ الدكتور هاني عبد الستار فرج ليكتب هذه الفصول الأربعة الأولي، حيث قدم في الفصل الأول عرضاً شيقاً لمعني فل...
قراءة الكل
الحق أنه ما من فلسفة تربية، قديمة أو حديثة إلا ولها تصورها الخاص الفلسفي الكلي العام فيما يتصل بالوجود والإنسان وما يتصل بهذا وذاك من عمليات خلق والعلاقة بين الخالق والمخلوق والمعرفة والأخلاق. ومن هنا وقع الاختيار علي الأستاذ الدكتور هاني عبد الستار فرج ليكتب هذه الفصول الأربعة الأولي، حيث قدم في الفصل الأول عرضاً شيقاً لمعني فلسفة التربية مع تحليل مفهومها وأهم وظائفها، كما في فصله الثاني لاتجاهات البحث في فلسفة التربية قبل منتصف القرن العشرين، ثم خصص الفصلين الثالث والرابع لتطبيق هذا الاتجاه التحليلي علي قضيتين هامتين؛ الأولي : العلاقة بين النظرية والتطبيق في ميدان التربية، والثانية: التربية وتشكيل الضمير – فريضة غائبة أم مغيبة؟.ثم تأتي الفصول الأربعة التي كتبها الدكتور سعيد إسماعيل علي لتتناول الموقف الإسلامي من التفلسف، كما عرض أسس التصور الإسلامي لفلسفة التربية: النظرة إلي الكون، والإنسان، والمعرفة، والأخلاق والمجتمع، وعرض لموقف المهاجمين للفلسفة وحجج المؤيدين لها وكيف يدعو الإسلام لمزيد من التفلسف والعقلانية الرشيدة، وحال فلسفة التربية في المعرفة التربوية الإسلامية المعاصرة. ومما لا شك فيه أن المحاولة ليست هينة، ويصعب الإدعاء بنجاحها تماما، وإنما هي خطوة علي الطريق نرجو لها النضج المتوالي.
