سنوات طوال ظل فيها كتاب (أيام من حياتي) لزينب الغزالي محل جدال ونقاش، منذ إصداره الأول في سبعينيات القرن الماضي، والذي روت فيه وقائع اعتقالها وتعذيبها، وكان صادمًا لأبناء الحركة الإسلامية والمتعاطفين معها، وما زال جاذبًا وملهيًا لمشاعر شباب الإخوان المسلمين، وداعيًا للشفقة والإثارة والتعاطف مع قدوتهم التي ضحت من أجل الجماعة وطمو...
قراءة الكل
سنوات طوال ظل فيها كتاب (أيام من حياتي) لزينب الغزالي محل جدال ونقاش، منذ إصداره الأول في سبعينيات القرن الماضي، والذي روت فيه وقائع اعتقالها وتعذيبها، وكان صادمًا لأبناء الحركة الإسلامية والمتعاطفين معها، وما زال جاذبًا وملهيًا لمشاعر شباب الإخوان المسلمين، وداعيًا للشفقة والإثارة والتعاطف مع قدوتهم التي ضحت من أجل الجماعة وطموحاتها، وعاشت تجربتها بأسى، وتألمت بين جدران وأركان السجن الحربي.فقد كانت حاضرة بقوة بين سطور كتابها وأحرف كلماته التي مزجت بين العزيمة والصبر. استطاعت زينب الغزالي أن تأخذ القارئ إلى حيث أرادت من أحاسيس وتدفع به نحو ما ترغب من ألم وأهوال، لكن في النهاية ستكون مضطرًا بعد قراءة هذه السطور أن نقف لحظة مع أنفسنا وما دار بخلدنا من المبالغة في سرد تفاصيل هذه الذكريات حتى وإن وقعت في وقت انتشرت فيه الشيوعية والإلحاد!.ستجد نفسك مجبرًا على أن تخضع هذه التجربة للمنطق والعقل، وليس للعاطفة والأحاسيس لا سيما أن متن هذه الكلمات حمل لهجة شديدة وسخط، وأبرزت معاني وأفكار سيد قطب التي قالت بجاهلية المجتمع، واستفت منها الجماعات الجهادية المسلحة مبادئها وتوجهاتها!.الأمر الذي دفعنا لدراسة التجربة الذاتية للحاجة زينب الغزالي التي سجلتها في كتابها (أيام من حياتي) وإيمانها وتأييدها للحركة الفكرية لسيد قطب، ومدى ارتباطها بأهداف التنظيم القطبي الذي ما زال مسيطرًا على مقاليد الجماعة وتوجهاتها، وإظهار طبيعة الصراع بين الإخوان وعبد الناصر في تلك الفترة من كونه دينيًا أم سياسيًا!!.