لقد تميز النصف الأخير من القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بظهور العديد من العلماء والفلاسفة في شتى المجالات تزامنا مع قيام الثورة الصناعية مما مهد للمجتمع الأوروبي الطريق نحو الانطلاق والتطور إلا أن هذا المجتمع كان يتخبط في دوامة من العنف والتشتت وعدم التوازن إضافة إلى سيطرة رجال الدين ﴿الكنيسة﴾ والنظام...
قراءة الكل
لقد تميز النصف الأخير من القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بظهور العديد من العلماء والفلاسفة في شتى المجالات تزامنا مع قيام الثورة الصناعية مما مهد للمجتمع الأوروبي الطريق نحو الانطلاق والتطور إلا أن هذا المجتمع كان يتخبط في دوامة من العنف والتشتت وعدم التوازن إضافة إلى سيطرة رجال الدين ﴿الكنيسة﴾ والنظام الإقطاعي ﴿ملاك الأراضي﴾ والحروب الأهلية الدائرة بين أفراد المجتمع، وهنا تنبه الفلاسفة الغربيون في ذلك العصر إلى ضرورة دراسة مجتمعاتهم وفهم ما يحصل بداخلها حتى يتسنى لهم معالجة مشاكلها فتبين لهم أن وجود علم يهتم بدراسة المجتمع أمر لابد منه من بين أهم هؤلاء الفلاسفة أوغست كونت٬كارل ماركس٬ دور كايم٬ ماكس فيبر » وغيرهم الكثير من أصحاب الاختصاص الذي أطلق عليه اسم« علم الاجتماع سيسيولوجي » . وهنا جدير بنا ذكر المفكر العربي النابغة "ابن خلدون" وهو أول من أشار إلى هذا العلم وسماه ﴿علم العمران البشري﴾. وفي هذا الكتاب يتاول الكاتب الفيلسوف وعالم الاجتماع الانجليزي "هربرت سبنسر" وهو أحد المجددين والمنظرين في علم الاجتماع الحديث