طّت هذه الرسالة منذ زمن ليس ببعد عن يومنا هذا. خطّها أحد رجالات المعرفة الكبار ووجهها إلى تلاميذه، وتختصر هذه الرسالة حصيلة خبرات ومعلومات ذلك المعلم الكبير، بما فيها تعاليمه وإرشاداته ضمن إطار محبته اللامحدودة... محبته لتلاميذه ومحبته للهدف الأبعد والأقدس الذي يعمل لأجله! شاء ذاك المعلم الجليل أن تحوي رسالته خلاصة خربته، ليقدمه...
قراءة الكل
طّت هذه الرسالة منذ زمن ليس ببعد عن يومنا هذا. خطّها أحد رجالات المعرفة الكبار ووجهها إلى تلاميذه، وتختصر هذه الرسالة حصيلة خبرات ومعلومات ذلك المعلم الكبير، بما فيها تعاليمه وإرشاداته ضمن إطار محبته اللامحدودة... محبته لتلاميذه ومحبته للهدف الأبعد والأقدس الذي يعمل لأجله! شاء ذاك المعلم الجليل أن تحوي رسالته خلاصة خربته، ليقدمها إلى طلابه نبراساً ينير قلوبهم وطريقهم... شاءها منهجاً عاماً يعودون إليه كلما اعتازوا إرشادا أو نصيحة، أو رأياً سديداً يساعدهم على درب المعرفة.وبما أن هذا المعلم الكبير أدرك أن ليس بمقدوره البقاء مع طلابه دائماً، نظراً لانشغاله المستديم بالدرب التي انتهجها لنفسه، ولالتزامه بأعمال جمّة في سبيل الإنسانية جمعاء، وبعد أن قام بتأسيس طلابه على النهج السليم، أدرك أن الوقت قد حان لينفصل عنهم، ويدعهم يكملون بمفردهم الدرب التي يسيرون عليها، فيتابع هو مسيرته الأزلية. لكن محبّته الجمّة أبت عليه أن يهجر طلابه نهائياً، فقد ابقى على اتصال روحي بينه وبينهم... ويوجههم بمحبته ويسديهم النصح والتعليمات الضرورية.فضلاً عن هذا التمادي في السخاء، قرر أن يقدم لهم خلاصة معرفته وخبرته في رسالة واحدة شاملة... تعتبر في نظر كبار حكماء معرفة الذات المرجع الأهم والأعظم في تاريخ العلوم الباطنية. كما أن المعاهد الباطنية الأصيلة تتخذها كبحث باطني كامل قائم بحد ذاته، فيما بعض المعاهد الأخرى تعتمد هذه الرسالة موضوعاً أساسياً من ضمن منهجها الدراسي.ولأجل تسهيل الأمور على القراء، تم تبويب الرسالة وتقسيمها إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول:فعل المحبة. القسم الثاني: سبيل الوعي. القسم الثالث: أهمية التطبيق العملي.أما ما تبقى من الرسالة، فيتناول إرشادات وتعاليم المعلم الجليل إلى تلاميذه، تمهيداً لانطلاقة أشمل على درب المعرفة، عبر اتباع المنهج العام، المنهج الذي يؤهل للشمولية في كل شيء!