هل يتعارض الفكر السياسي الإسلامي أو يتناقض مع الفكر السياسي العالمي المعاصر ؟ وبمعنى آخر هل يؤلف من الخطر ما يهدد بالقضاء على الديمقراطية واستطراداً على حقوق الإنسان وحرياته وهي كل ما يدور حوله الفكر السياسي المعاصر أو يتصل به؟ هذه الإشكالية لا تزال تحظى بعناية العديد من مركز الأبحاث في المغرب والمشرق فتواجه حلولاً متناقضة لا تس...
قراءة الكل
هل يتعارض الفكر السياسي الإسلامي أو يتناقض مع الفكر السياسي العالمي المعاصر ؟ وبمعنى آخر هل يؤلف من الخطر ما يهدد بالقضاء على الديمقراطية واستطراداً على حقوق الإنسان وحرياته وهي كل ما يدور حوله الفكر السياسي المعاصر أو يتصل به؟ هذه الإشكالية لا تزال تحظى بعناية العديد من مركز الأبحاث في المغرب والمشرق فتواجه حلولاً متناقضة لا تستند إلى واقع التاريخ أو وقائعه، ولا إلى واقع الفقه الإسلامي السياسي في مسيرته الطويلة ومنعطفاته المتعددة!من هذا المنطلق جاء هذا البحث الذي كان هدفه توضيح الموقف الإسلامي من معطيات الفكر السياسي المعاصر وهو يقدم قراءه تاريخية جديدة لأسباب ونتائج تناقضات الفكر السياسي الإسلامي التي بدأت بالظهور بعد عصر الخلفاء الراشدين. ولذلك سوف ينقسم البحث إلى قسمين: القسم الأول ويتناول أزمة الفكر الإسلامي السياسي المعاصر في جذورها التي تعود لمختلف عصور الاستبداد والتخلف والتي بدأ تكونها بعد نهاية عصر الخلفاء الراشدين مباشرة لتتراكم عبر جميع العصور ثم تظهر في شكلها المحموم في عصرنا هذا إن صح التعبير وفي مواقف متناقضة من التحديات التي تطرحها حضارة العصر الحديث.أما القسم الثاني فسوف يتصل باستخلاص موقف الإسلام الصحيح من جميع قضايا الفكر السياسي المعاصر الذي يتمحور كله حول ما تطرحه النظرية الديمقراطية من مبادئ وأفكار عبر من يؤيد هذه المبادئ ومن يتصدى لها! إن الموقف الإسلامي في تقديم الحلول المؤيدة أو البديلة لما يطرحه الفكر السياسي المعاصر هو موضوع الكتاب.