من قرأ القرآن وتتبع آياته، فإنه يحس لأول وهلة أن كل ما نزل به القرآن الكريم من الهدي والإرشاد لا يدور إلا حول هذه المصطلحات الأربعة، وليس موضوع الكتاب وفكرته الأساسية إلا: أن الله هو الرب والإله. وأنه لا رب ولا إله إلا هو. فإياه ينبغي أن يعبد الإنسان. وله وحده ينبغي أن يخلص الدين. ومن الظاهر البين أنه لا بد لمن أراد أن يدرس القر...
قراءة الكل
من قرأ القرآن وتتبع آياته، فإنه يحس لأول وهلة أن كل ما نزل به القرآن الكريم من الهدي والإرشاد لا يدور إلا حول هذه المصطلحات الأربعة، وليس موضوع الكتاب وفكرته الأساسية إلا: أن الله هو الرب والإله. وأنه لا رب ولا إله إلا هو. فإياه ينبغي أن يعبد الإنسان. وله وحده ينبغي أن يخلص الدين. ومن الظاهر البين أنه لا بد لمن أراد أن يدرس القرآن ويسبر غور معانيه، أن يتفهم المعاني الصحيحة لكل هذه الكلمات الأربع ويتلقى مفهومها الكامل الشامل. ومن الحق الذي لا مراء فيه أنه قد خفي على الناس معظم تعاليم القرآن، بل قد غابت عنهم روحه السامية وفكرته المركزية لمجرد ما غشي هذه المصطلحات الأربعة الأساسية حجاب الجهل. وذلك من أكبر الأسباب التي قد تطرق لأجلها الوهن والضعف إلى عقائدهم وأعمالهم على رغم قبولهم دين الإسلام وكونهم في عداد المسلمين. ومن أجل ذلك كله يجدر بنا أن نفصل معاني تلك المصطلحات الأربعة ونشرحها شرحًا كاملًا ليتبين غرض القرآن الحقيقي وتعاليمه الأساسية. وقد أردت في هذه الرسالة أن أبين المعاني الكاملة الشاملة لهذه المصطلحات الأربعة، من دون أن آتي في ذلك بقول لا يؤيده القرآن أو برأي لا يستند إلى معاجم اللغة. وسأتناول بالبحث أولًا كلمة (الإله) ثم (الرب) ثم (العبادة) ثم (الدين) إن شاء الله تعالى.